لا بادرة توحي بأن أركان المنظومة وضعوا أولوية البلاد في مقدمة اهتماماتهم، امتنعوا عن ايلائها الاولوية خلال العام 2021 وبطبيعة الحال لن يتبدل مفهوم ادارتهم لمقدرات البلاد خلال العام 2022 رغم كل المآسي التي يمر بها الشعب.
البلد معطّل على قارعة تبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات والسجالات العقيمة، واستمرار تردي الاحوال على كل الصعد هو العنوان المسيطر. المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منسّق مع حزب الله دون ادنى شك، اطاعة السيد هي تربية التيار ورجالاته، وهم كما وصفهم المتنبي يوما “انجاس مناكيد”، لا يمكن وضع خطاب باسيل الا في اطار اطلاق العنان للمعركة الانتخابية النيابية المرتقبة، فالشارع اللبناني عموما والمسيحي خصوصا ابعد ما يكون عن التقارب مع حزب الله، وهم يحملون الاخير مسؤولية العزلة الدولية والحصار المفروض على الشعب اللبناني.
العناوين التي طرحها باسيل صيغت بما يتناسب مع لغة شد العصب الإنتخابي، أما تصويب سهامه باتجاه رئيس المجلس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة فجاء ضمن سياق “شوط بالعالي وخود جمهور” من دون الذهاب الى كسر الجرة، بل كان لافتا تشديده على التمسك بتفاهم مار مخايل والتحالف الانتخابي مع الحزب.
واخيرا نسترجع القول المأثور “لا تسأل الكاذب لماذا اقدم على فعلته، لانه سيجيب بكذبة جديدة”.