قبل ٦ سنوات وفي مثل هذا اليوم، قُرعت أجراس الكنائس مُهلّلةً لانتهاء صراع الإخوة الذي دام نحو ٢٨ عاماً مخلّفاً وراءه آلاف الشهداء وآلاف العائلات المفجوعة على مقتل أبنائها في حرب عبثية دمّرت كل ما ناضل من أجله المسيحيون، وصولا الى توقيعهم اتفاق الطائف وتنازلهم عن صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني.

اليوم وبعد مرور ٦ سنوات على الاتفاق، باتت القوات اللبنانية تتلقى السهام الموجعة لارتكابها “الخطيئة” التي لا تغتفر بإيصالها عون إلى قصر بعبدا. بعض حلفاء عون صرحوا علنًا انهم يتمنون لو بقي في الرابية لأنه كان أكثر تحرّرًا وجسّد بالنسبة إلى مناصريه وغير مناصريه “وعدًا” بقدرته على إنقاذ البلد وبناء الدولة القادرة وتطبيق الخطط الإصلاحية.

اداء العهد خالف كل التوقعات وانقطعت العلاقة بين القصر الجمهوري وكل الأطراف السياسية في لبنان باستثناء حزب الله، واندلعت ثورة ١٧ تشرين وطارت حكومات، ووقع انفجار المرفأ الذي لم تُعرَف لغاية الآن مسبباته ومَن المسؤول عن تخزين واختفاء وانفجار ما تبقى من أطنان نيترات الأمونيوم.

انتهى “اتفاق معراب” قبل ان يبدأ، بتر الاتفاق يوم نشرت “الورقة السوداء” التي تضمنت بنود الاتفاق السرية منها والتي اكدت ان الاتفاق ليس الا اتفاق محاصصة والغاء للآخرين، اتفاق تقاسم مغانم السلطة والنفوذ في داخلها، فبينما ضمن تيار المستقبل استمرار صفقة البواخر وبعض التلزيمات وابقاء يد جهاد العرب حرة في التلزيمات، طمعت القوات بالتعيينات القضائية والادارية ونصف الوزراء المسيحيين …الخ.

عادة عندما تطوى صفحة صراع دموي بين طرفين، يعتذران من اهالي الشهداء بتواضع كما يشرح للرأي العام من ارتكب الجرم ومن دافع عن نفسه. في اتفاق معراب طويت الصفحة من دون معرفة من هو الخاطىء، الطرفان طويا صفحة الحرب بخطيئة اكبر، ومقولة “اوعا خيك” لم تدم الا بضعة اشهر، اظهرت حنكة التيار الوطني الحر ودهاؤه حجم السذاجة لدى القوات، لا بل ظهرت القوات كهاو للسياسة لا بوصلة لا ثوابت لا قيم ولا اخلاق.

اليوم نحتفل بالذكرى السنوية السادسة لمأساة ولنكبة جديدة تثبت في كل مرة ان المسيحيين “كيس بطاطا 100 راس” لا يتفقون الا على الغاء بعضهم البعض ويختلفون حتى على الاستراتيجية والرؤية المستقبلية.