ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار يشغل اللبنانيّين، مع ارتفاعه ترتفع أسعار السلع، فيما انخفاضه لا يشمل كل السلع أو اقله لا يتناسب ارتفاع سعر السلع مع انخفاض سعر الدولار فيما تقف الاجهزة الرقابية عاجزة عن مراقبة جشع التجار.

يلتئم المجلس المركزي في مصرف لبنان برئاسة الحاكم رياض سلامة اليوم لاعداد ملحق للتعميم ١٦١، يقضي برفع سقف التحويل من العملة اللبنانيّة الى الدولار الأميركي وفق منصّة صيرفة من ١٠٠ مليون ليرة لبنانيّة شهريّاً، وفق الآليّة المتّبعة الى ١٠٠ مليون ليرة يوميّاً.

سيؤدّي الإجراء الجديد الى مزيدٍ من الإقبال على منصّة صيرفة الذي يتجاوز أحياناً الأربعين مليون دولار أميركي يوميا. كما سيؤدّي الى نتيجتين طبيعيّتين: الأولى، مواصلة سحب الكتلة النقديّة بالليرة اللبنانيّة من منازل وخزنات اللبنانيّين، كما شاهدنا خلال الاسبوع عندما حمل المواطن أمواله بحقائب وأكياس وكراتين لتحويلها الى العملة الصعبة.

والثانية، تسجيل المزيد من التراجع في سعر دولار السوق السوداء الذي سيواصل انخفاضه، حيث يتوقّع أن يستقرّ بعد أيّام عند حدود العشرين ألف ليرة، ليسجّل تراجعاً هو الأكبر منذ بدء ارتفاعه.

المعلومات الاولية تؤكد في حال ترافقت التطورات السياسيّة الإيجابيّة مع مفاعيل هذا الإجراء، فإنّ دولار السوق السوداء قد ينخفض، حتى أجلٍ غير معروف، الى ما دون العشرين ألفاً.

كما تتحدّث المعلومات أنّ الموازنة التي سيقدّمها وزير المال يوسف خليل، ستلحظ سعر صرفٍ ١٥ ألف ليرة للدولار الواحد، ما يعني أن سعر السوق السوداء قد يقترب من هذا الرقم.

لعلّ ما سبق يؤكّد نجاح تجربة وفكرة منصّة صيرفة التي باتت السلاح الأمضى الذي يستخدمه سلامة لتخفيض سعر الدولار. ويؤكّد أيضاً أن الانفراج السياسي، إن زاوجناه مع إجراءات سلامة، سيعيد الدولار الى حجمه الطبيعي، اي أدنى ممّا هو عليه اليوم بكثير. فهل نشهد هذا اليوم قريباً، أم يعود الدولار الى زمن التحليق من جديد؟ وحده الله يعلم…