لا صوت يعلو فوق طموح جعجع، حول الوحدات الحزبية الى هيئات انتخابية استعدادا للنزال الكبير في ايار. ويطالعنا اسبوعيا بمفاجآت انتخابية بترشيحات او استبدال بعض نوابه، وصولا الى استقبال وفد اشتراكي اعلن معه التحالف الانتخابي في كل لبنان.
خطاب جعجع ليس جديدا، بل قديما باليا سبق وان رفعته قوى 14 آذار ونالت بموجبه اكثريات فشلت حتى في تعيين “شاويش” بلا موافقة حزب الله عليه. اوهم التيار الوطني الحر الرأي العام بنفس الخطاب حين طلب من الناخبين التصويت له للحصول على اكبر كتلة مسيحية كي تحل كل مشاكل لبنان، لكن وبعد الفوز بأكبر كتلة مسيحية وقعت الكارثة، جعجع طلب من الرأي العام التصويت للقوات لينخفض الدولار وهو بطبيعة الحال امر غير مربوط بمن سيقترع هؤلاء.
ينصب جعجع لنفسه عدوا وهميا، او عدو ضروريا “كعدة” لشحن الرأي العام، هو من اتى بمرشح حزب الله واليوم يعتبر معركته مع الحزب. يطالب بإخراج لبنان من المحور الايراني، ولكنه يخفي كيف سيحقق مبتغاه، يبدو انه تعلم من الحزب التقية يظهر شيء ويضمر الكثير. يرمي جعجع قنابله الدخانية على الناخبين للتعمية على انه احد اسباب وصول عون الى الرئاسة والسبب الرئيسي لعزلة لبنان والانهيار المالي.
وهنا يسأل جعجع هل شعار عودة لبنان الى الحضن العربي والابتعاد عن إيران ناجم عن اقتناع راسخ في قلوبهم؟ وهل يضمن جعجع عدم جرنا جميعا الى حرب داخلية جديدة تحت عنوان تحديد “هوية لبنان”؟
فشلت جبهته السيادية التي حاول تأليفها مع حزب الوطنيين الاحرار في ضم شخصيات سياسية وازنة من جمهور 17 تشرين العريض، فعاد الى الاسلوب الاسهل بتحالفات مع الاشتراكي، وقد لا يتردد في التحالف مع التيار الوطني الحر المتحالف اصلا مع حزب الله وحركة امل في دائرتي جزين والبقاع الغربي، لا خصوم حقيقيين امام جعجع سوى الثورة، سليمان فرنجية زعامته شمالية لا بل زغرتاوية تحديدا، والتيار الوطني الحر لم يعد ذلك التيار الشعبي وفي افضل استطلاعات الرأي لن يفوز بأكثر من 12 نائب، الحريري اعتكف، لا يستطيع جعجع اظهار مكنونات قلبه الدفينة بإعلان معركة مفتوحة مع الثورة.
يعتبر جعجع ان الثورة سرقة نضاله، وهي تقف عائق امام زعامته، ويدرك جيدا ان خطاب الثورة السيادي اعلى من سقفه، اقله هي لا تبحث عن تسوية مع الحزب توصلها الى رئاسة الجمهورية فيما هاجس الوصول الى بعبدا هو شغله الشاغل والامر ينعكس على التسويات السياسية الكثيرة التي تقدم عليها القوات.

لا يستطيع جعجع الافصاح انه يريد المحافظة على الطائف، ولا يستطيع رفع الخطاب الفدرالي لانه يضرب صورة الحزب التي اجتهد لبنائها منذ العام 2005، الجميع مقتنع أن المنطقة أمام تطورات كبيرة. وهدف جعجع الفوز بأكبر كتلة برلمانية ليفاوض بعدها الثنائي الشيعي على تقاسم السلطة، وتحقيق حلمه بالوصول إلى الرئاسة أو تعطيل وصول أعدائه.
الخاسر الاكبر من سيناريو جعجع عنوانه “احباط مسيحي” للمرة الثانية بعد ان احبطتهم خيارات عون وتموضعاته السياسية، نعم لا يملك جعجع اي حل، هدفه اكبر كتلة مسيحية ليصبح حاجة داخلية تفاوض الثنائي على توقيع اتفاقا كإتفاق معراب المشؤوم او كإتفاق مار مخايل، لكن ماذا لو لم يحصل جعجع على الكتلة المسيحية الاكبر؟ هل سيبقى منعزلا في معراب لا يفعل ولا يتفاعل مع مسار التغيير والمواجهة مع اعداء السيادة سوى بعراضات الرصاص وبعض الخطابات النارية؟