انطلق الموسم الانتخابي، وانطلق معه موسم التبجيل واطلالات السياسيين بمظهر الناشطين الاجتماعيين. انطلق موسم “بلف” الناخبين وتمييع المشاريع الانتخابية لصالح الخدمات الانسانية، انطلق موسم “تلميع” الصور واعادة ترميم صور سياسيين بالية.

انطلق موسم تحطيم صورة الخصوم كي تتناسب مع صورة الضيف، فكل مهترىء لم يقدم على شيء آن الاوان لرفعه عن الارض الى شاشة يتفوه عبرها بالاكاذيب والادعاءات. هل سمعتم يوما اي سياسي يعترف علنا وعلى الشاشات انه “قصور” من خلال تلفظه بعبارة “ما خلونا”؟ في اي دولة بالعالم يرتكب حزب سياسي خطأ او يقدم على تصرف ابله يؤدي الى انهيار وطن يستقبل نوابه وكادراته غير السياسية على شاشات التلفزة؟

قليل من الموضوعية لا يشكو من شيء، ومحاسبة المرتكبين على افعالهم بعد استقبالهم هو المدخل الاساس لإحترام عقول المشاهدين، اليس كذلك حضرة الزميلة جيسيكا عازار؟

في برنامجها استقبلت 3 ضيوف من طرف واحد، وهذا لا يهم وبإمكانها استقبال 100، لكن ما هي انجازات هؤلاء؟ هم اساس التسوية الرئاسية التي اوصلت ميشال عون الى الرئاسة، هل انبرى احد ما واعتذر عن العار الذي تسبب به؟ هل من قيادي في القوات اللبنانية اعترف انه ارتكب اثما قد لا يغفر له على الارض؟  في الموسم الجديد استقبلت امبراطور التسوية ملحم رياشي هل طلب المغفرة من الشعب اللبناني؟ قد تعتبر الزميلة مي الشدياق الشخصية الوحيدة التي تستحق حقا الاطلالة الاعلامية خصوصا بعد جهودها المضنية في اعادة اعمار ما تسبب به انفجار المرفأ، لكن استقبال النائب زياد حواط الذي اشترى نيابته بالاموال بشهادة كل ابناء قضاء جبيل ماذا قال؟ وما هو انجازه في مجلس النواب خلال السنوات الاربع الماضية، كم مشروع قانون تقدم به؟ ويا سعادة النائب لم ينتخبك ابناء منطقتك كي تؤمن النقل المشترك في القضاء من خارج مؤسسات الدولة، نعم ومجددا اثبتم انكم تريدون الدولة في الشعارات وليس بالفعل وفي كل مشروع تقدمون عليه تتصرفون كحزب الله بإبتكاركم مشاريع وخدمات تبقى تحت سيطرتكم وتستغلونها انتخابيا.

آن الاوان ان يترفع الاعلام اللبناني ويواكب ثورة شعب كبير على حكام صغار، على مخلوقات معظمها لا يرى حتى بإستعمال الميكروسكوب وفي احدث المختبرات العالمية.