رفض لنحاس
فنحاس لا أصوات خاصة له في جزين تؤهله ليكون لاعباً في الدائرة من ناحية، وأصوات “اليسار” التي ستفضّله في القضاء تصوت عادة للائحة رئيس التنظيم الشعبي الناصري. هذا فضلاً عن أن ترشيحه يسبب مشاكل لسعد في مدينة صيدا، وتحديداً مع الشارع السني المعبأ ضد حزب الله من ناحية، وضد الرموز المناهضة للرئيس الراحل رفيق الحريري.
هذا بينما التعويل في صيدا اليوم على استقطاب الجمهور السني المتضعضع بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح، وبالتالي عدم ترشح عمته النائبة بهية الحريري، كما تقول مصادر مطلعة في المدينة.
فرض مرشحين
وتشرح المصادر كيفية تعامل نحاس مع الاستحقاق ومع مجموعات المعارضة بأساليب نافرة لفرض حركته السياسية مواطنون ومواطنات في دولة على الجميع. فقد عرض نحاس على أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب برنامجه الانتخابي ولائحة من 57 مرشح في كل لبنان، وطلب منه أن يضيف عليها مرشحين للحزب. وتوسط مع أحدهم لعرض اللائحة على النائب أسامة سعد للهدف عينه. لكن لم يتجاوب أحد معه.
المستقبل-التيار-الثنائي الشيعي
بعد قرار الرئيس الحريري العزوف عن الترشح وعدم مشاركة تيار المستقبل بالانتخابات ترشحاً، يتم التداول باسم شخصية مستقلة من آل بديع لتشكيل لائحة مدعومة من المستقبل. وتفيد المصادر أن أوراق اعتماده باتت في قصر مجدليون التابع للنائب بهية الحريري. ويحكى عن تواصل حصل بين ابراهيم عازار وامل ابو زيد وسليم خوري والحريري لتشكيل لائحة قد ينضم إليها المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية بسام حمود. علماً أن هناك تفاوض بين “الجماعة” وحزب الكتائب في أكثر من منطقة، من ضمنها صيدا، لخوض الانتخابات، ضمن قوى المعارضة، خصوصاً أن “الجماعة” كانت مشاركة في تحركات 17 تشرين.
أما “الكتائب” فيفكر بترشيح عضو المكتب السياسي كلود حجار، إلا أنه يعمل على خيار خوض المعركة بلائحة موحدة لقوى المعارضة. وقد كان نواب الكتائب على تنسيق وانسجام مع النائب أسامة سعد بما يتعلق بالعمل التشريعي في المجلس النيابي. وهذا يشكل دافعاً للتعاون مع سعد في جزين.
بهية تتراجع في صيدا
وتقول مصادر متابعة أن تشكيل لائحة بالتعاون بين “المستقبل” والتيار العوني والثنائي الشيعي، لا تضع النائب زياد أسود خارج معادلة التيار فحسب، بل سيكون من السهل تجييش الشارع السني ضدها. فتتلقى الحريري ضربة موجعة في صيدا أكثر بكثير من تراجع شعبيتها في المدينة في السنتين الأخيرتين، والتي كانت الدافع لعزوفها عن الترشح أكثر من قرار الرئيس الحريري العزوف عن الحياة السياسية.
الثنائي يرفض أسود
هذا على مستوى الشارع السني، أما في جزين فيتلقى التيار العوني صفعة من أسود تهدد نيابة أبو زيد. فقد سبق وسدد رئيس التيار جبران باسيل له ضربة في الانتخابات الداخلية سابقاً، وفشلت محاولات استبعاده. ومرد رغبة باسيل بعدم ترشيح أسود ليس خسارة أصوات وتمويل أبو زيد (يرفض أن يرشح التيار غيره) فحسب، بل بسبب رفض الثنائي الشيعي رفضاً قاطعاً دعم التيار في حال ترشح أسود. كما أن الرئيس نبيه بري لا يسير بمرشح لا ترضى عنه الحريري، أي أسود. لذا سيرى الأخير أن استبعاده تحقق بطريقة ملتوية ويكون أمام خيارين: عدم إدارة محركات مكنته الانتخابية وجعل أبو زيد يغرق لوحده. أو الذهاب إلى خيار عقابي لباسيل بدعم أحد المرشحين على لائحة أخرى. وتقول المصادر إن مضي التيار بهذا الخيار يرفع شعبية أسود في جزين أكثر من السابق، وذلك من خلال التصويب على ترشح التيار على لائحة واحدة مع حركة أمل والمستقبل.
قوى التغيير
إلى ذلك ينشط ائتلاف صيدا- جزين المعارض لتشكيل لائحة من خارج القوى التقليدية. ويعقد ناشطون فيه لقاءات مع شخصيات ونخب تمثل العائلات الصيداوية. ومن خلال اللقاءات لمس الناشطون رغبة عارمة للتغيير في صيدا من خارج الاصطفافات الحزبية التقليدية، أي المستقبل والتنظيم الناصري. وتفكر العائلات برشيح شخصيات ضد هذه الثنائية في المدينة. لكن نقاط ضعف هذا التحالف تبقى في جزين، ليس على مستوى اختيار مرشحين أقوياء فحسب، بل لتلمس عدم وجود أجواء متحمسة للمجموعات التغييرية. فقد بقيت جزين المدنية وبقي قضاؤها خارج تحركات 17 تشرين من ناحية، وحتى جيل الشباب في جزين ما زال ملتفاً على أحزاب المنطقة، كما تؤكد المصادر.
وليد حسين موقع المدن