يقال يوم الامتحان يكرّم المرء او يهان، تماما كيوم الانتخابات النيابية لكل ناشط في الشأن السياسي، فور صدور النتائج ينال كل مرشح ما يستحقه، اذا ابرع في ادائه غالبا ما يفوز واذا اخفق غالبا ما يرسب، لكن مع حكمت ديب حتى لحظة استكشاف او انتظار نتيجة اعماله حرم منها.
حُرم ديب من جنى الموسم بعد استقالته من “التيار الوطني الحر” على خلفية عدم ترشيحه للانتخابات النيابية من قبل التيار، أما الأسباب فهي كما يتم التداول بها، المصالح الانتخابية وتفضيل التيار ترشيح أسماء غير حزبية ومتمولين.
اتذكر غياب الراحل البير مخيبر، واتذكر بالتفاصيل المعركة الانتخابية لملء مقعده الشاغر بين ميرنا وغابريال المر وكيف ابتكر المجلس الدستوري بدعة فوز غسان مخيبر، اتذكر تجمهر لقاء قرنة شهوان بشخصياته واحزابه القوات والكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار، واذكر جيدا كيف احدثت اجواء المعركة تبدلا هائلا في التيار الوطني الحر الذي قرر ان بالامكان اجبار الجيش السوري على الرحيل في معارك انتخابية بعد ان كان رافضا للفكرة شكلا ومضمونا.
لم تطل المسألة كثيرا حتى انطلقت معركة انتخابية جديدة على المقعد الذي كان يشغله النائب الراحل بيار حلو، فسارع التيار منفردا لترشيح حكمت ديب بمواجهة نجل الراحل هنري الذي فاز بـ 3000 صوت.
نعم حكمت ديب اذا من اعمدة التيار الوطني الحر ابان الاحتلال السوري، هو ليس دخيلا او طارئا على الحياة السياسية، وان تعمد قيادة التيار الى استبداله بمتمول اهانة الى كل مناضل في اي حزب كان. النضال هو اسمى واعمق قرار بين المناضل وقضيته، ومتى شعر المناضل ان قيادته قادرة على مقايضته برأس مال عندها تنتهي القضية وعلى الدنيا السلام.
حكمت ديب ليس الأول ولن يكون الأخير، سبقه اللواء عصام أبو جمرا، النائب شامل روكز، نعيم عون، بسام خضر آغا، الياس الزغبي، زياد عبس وغيرهم، تسبب جبران باسيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بإقصائهم أو دفعهم الى إقصاء أنفسهم.
بعض الموتورين في التيار رغم ان غالبيتهم كذلك، يعيرون النائب ديب على تقديم استقالته، متناسين او متغافلين امرا اساسيا، اذا كانت قيادتهم قادرة على الاستغناء عن مناضل كحكمت ديب فما هو مصيرهم؟
استقالة حكمت ديب سقوط بيدق جديد من بيادق التيار الذي يشهد حالة من التشرذم منذ ثورة 17 تشرين، وقريباً لن يبقى في التيار سوى رئيسه جبران باسيل ورئيسه الفخري ميشال عون.