من يستمع الى جبران باسيل يتأكد ان معركة الانتخابات بدأت. رئيس التيار الوطني الحر استعمل كل ما في القاموس السياسي من شعارات شعبوية وتعابير تعبوية، بقصد دغدغة عواطف الناس ومشاعرهم. لكن اللافت ان باسيل طبعة 2022 مختلف عن باسيل طبعة عام 2018. في الانتخابات السابقة استعان نائب البترون بكلمة “البلطجي” ليهاجم نبيه بري، وليكسب تعاطف المسيحيين وتأييدهم، وليصور نفسه المدافع الاول عن حقوقهم. اما اليوم باسيل عاجز عن مهاجمة بري، بل يسعى الى التحالف معه بهندسة انتخابية عرابها حزب الله. لذا ركز هجومه على اثنين: القوات اللبنانية وقوى الثورة، مطلقا صفة الحرباية عليهما. وهو في الهجومين لم يكن مقنعا. اذ صور نفسه بمظهر الضحية، فيما اعتبر جميع الآخرين بمثابة مجرمين او سارقين او فاسدين. هل تنطلي هذه الاقاويل على احد؟ هل من يصدق ان التيار الوطني الحر ورئيسه لا دخل لهما بكل ما حصل في البلد من انهيار؟ هل من يصدق جبران باسيل عندما يتباكى على المودعين ويدعي انه سيخوض معركة لاستعادة اموالهم؟ أين كان عند حصول الانهيار الاقتصادي والمالي؟ ألم يكن هو وتياره في الحكومة؟ ألم يكن ميشال عون في رئاسة الجمهورية؟ اذا كان من في الحكم ضحية، فمن هو الجلاد اذا؟ حتى الرابع من آب كان له نصيب من شعبوية جبران باسيل! فهو وصف ذلك النهار بالحرف الواحد: “وبـ 4 آب افتكروا انهم فجرونا مع العاصمة والمرفأ”. فلمن تعود واو الجماعة هذه؟ والا يتذكر باسيل انه كان ممثلا في الحكومة التي فجر مرفأ بيروت على عهدها، وان رؤساء اجهزة ومسؤولين تابعين للتيار الوطني الحر هم في دائرة الاتهام وفي السجن ايضا؟ وهل نسي باسيل ان ثمة من يطالب بالاستماع الى افادة رئيس الجمهورية ميشال عون، باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الدفاع الاعلى، الذي اخذ علما بوجود النيترات المتفجر في مرفأ بيروت؟ اذا، لم تجهيل الفاعل؟ ولم يلعب باسيل دور الضحية هنا ايضا؟ ولتكتمل مع باسيل، فانه قلب شعار ثورة 17 تشرين من “كلن يعني كلن”، الى “كلن الا نحنا”. علما ان الثورة كانت تضع جبران باسيل على رأس لائحة الفساد والفاسدين، وكلنا يتذكر شعار “الهيلا هيلا هو” وعلى من تركز اكثر ما يكون.
لذلك، فليتوقف باسيل عن المكابرة، وليعترف ان الثورة ليست الكاذبة كما قال، بل ان الشعارات التي يطلقها هي الكذب، وهي التي اسهمت مع شعارات بقية اركان المنظومة في وصول لبنان الى ما وصل اليه.
ايها اللبنانيون، يوم الاستحقاق الكبير آت، ولدى وصولكم الى صندوق الاقتراع، اوعا ترجعو تنتخبوهم هني ذاتن.