ما زالت قوى المعارضة في بيروت الثانية غير متفقة على عناوين المعركة الانتخابية، رغم وجود تفاوض جدي بين الجميع لتشكيل لائحة معارضة واحدة في العاصمة. فرغم أن الغلبة في بيروت هي للائحة الثنائي الشيعي (أكبر كتلة ناخبة بعد انسحاب تيار المستقبل من المعركة) بالدرجة الأولى، وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش)، حليفة حزب الله، ثم المتمول فؤاد مخزومي، لم تجد قوى المعارضة فرصة للتوحد في بيروت في محاولة للاستفادة من غياب تيار المستقبل.

ملحم خلف

بانضمام نقيب المحامين محلم خلف عن المقعد الأرثوذكسي، باتت قوى المعارضة أمام فرصة تعويض عزوف الوزير السابق زياد بارود (جبيل كسروان) والقاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام، عن الترشح. فرغم أن خلف ليس وجهاً سنياً قادراً على استقطاب الجمهور السني المعتكف في العاصمة، إلا أن حضوره على اللائحة يعطي قوى المعارضة دفعاً في محاولة رفع نسبة المشاركة، لقطع الطريق على حزب الله وحلفائه لاكتساح معظم مقاعد العاصمة.

لكن قوى المعارضة لم تتفق على ضرورة خوض المعركة بوجوه تغييرية وأهلية (من عائلات بيروت)، بل يركز البعض على الخطاب السياسي ومعايير انتقاء المرشحين، تصب كلها في استبعاد بعض الوجوه البيروتية المعروفة، لحسابات شخصية، كما تقول مصادر مطلعة على المفاوضات.

معايير وخطاب سياسي
وقد طرحت بعض المجموعات معايير لانتقاء المرشحين مبنية على أساس خطاب سياسي واضح ومعارض، مشترطة أن يكون له تاريخ نضالي بالمعارضة وله حيثية شعبية. ويتضمن الخطاب السياسي الواضح مواقف ضد الحريرية السياسية وتبنّي العلمنة الشاملة وقانون مدني للأحوال الشخصية والمطالبة بحقوق الأفراد الشخصية مثل المثلية الجنسية وغيرها. وهي مواضيع شائكة في بيئة محافظة مثل بيروت، حيث نسبة المشاركة المعتادة لا تتجاوز الثلاثين بالمئة.

اليوم ومع اعتكاف الرئيس سعد الحريري وعزوف تيار المستقبل، اللذين أثرا سلباً حتى على إمكانية إقدام الرئيس السابق فؤاد السنيورة تشكيل قوية في العاصمة.. فمع هكذا خطاب سياسي وهكذا معايير تضعها بعض قوى المعارضة في انتقاء المرشحين، ستؤدي حتماً إلى مزيد من المقاطعة في العاصمة.

عزوف الحريري
عزوف الحريري عن الانتخابات وإقفال الطريق على السنيورة نجح إلى حد بعيد. فحتى تحالف السنيورة مع الجماعة الإسلامية لم يأت ثماره بعد. ما يجعل لائحة السنيورة مرتكزة على الوزير السابق خالد قباني. لكن الأخير ليس وجها انتخابياً، لاستقطاب الجمهور السني، بغياب الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل. وفي حال تمكنت لائحة المعارضة من استقطاب الطبيب نبيل نجا، الحاضر والفاعل في دور العجزة ودار الأيتام، والمرشحة الناشطة الاجتماعية رولا العجوز، تسحب الأصوات من أمام قباني ومن أمام اللائحة، تقول المصادر، ما يجعل من لائحة السنيورة أضعف لوائح العاصمة.

لكن المجموعات التي تتفاوض على تشكيل لائحة مثل مجموعة بيروت تقاوم ومدينتي وتحالف وطني والمرصد الشعبي لمحاربة الفساد والمظلة البيروتية وتحالف بيروت وجبهة المعارضة اللبنانية وغيرها، ما زالت غير متفقة على كيفية انتقاء المرشحين.

فبعد تقدم المفاوضات عاد البعض وطرح البرنامج السياسي والمعايير الآنفة الذكر، للتصعيد والحصول على مكاسب من خلال استبعاد بعض مرشحي العائلات البيروتية. وفي حال استمر التخبط الحالي بين المجموعات قد تنقسم قوى المعارضة لتعود وتشكل أكثر من لائحة. فتحرق الأصوات يميناً ويساراً ويخرج الجميع من معركة نيل الحاصل ويكون المستفيد الأول حزب الله.

وليد حسين لموقع المدن