انتصرت المعارضة والجو التغييري وقلبت موازين القوى، انتصرت وفرضت امرا واقعا بحيث لم يعد لخط الممانعة اكثرية عددية وبات كل قرار في مجلس النواب بحاجة الى عملية قيصرية تحتاج الى احراج بعض الكتل النيابية.
على كل قرار يقر في مجلس النواب يجب ان توافق عليه اما كتلة المعارضة او كتلة القوات اللبنانية مع محور الممانعة، من هذا المنطلق شغل محور الممانعة محركاته بكل قوتها لغربلة اسماء النواب المستقلين لحشدهم ضمن صفوفه لتأمين الغالبية الدائمة.
من جهته صرح رئيس مجلس النواب نبيه بري امس “على الرؤوس الحامية ان تبرد” في اشارة واضحة بالعودة الى شروط اللعبة السابقة، او بمعنى آخر كلام بري رسالة واضحة الى جنبلاط بضرورة ابقاء جسوره مفتوحة مع محور الممانعة صونا لابقاء ابواب المجلس النيابي مفتوحة لاحتواء نتائج الانتخابات النيابية.
خطأ الجو التغييري انه لم يصب جهده للفوز بمقعد شيعي والذهاب به الى رئاسة المجلس، فضلا عن عدم توحيد لوائحه في دائرة بعبدا الامر ما افقده بعض المقاعد في تلك الدائرة.
المجلس النيابي الجديد ورغم فقدان حزب الله وحلفائه الاكثرية ابقى كتلة جنبلاط “بيضة القبان” وترك مصير كل اللبنانيبن مرتبط بمزاج بيك المختارة.
الرهان الاساسي اليوم على “تبريد الرؤوس” الحامية في الجو التغييري اولا وقدرتها على نسج تفاهمات مع جنبلاط واعطائه التطمينات لكبح جموحه ومنعه من الانجراف خلف صداقته التاريخية مع بري، والرهان هنا على رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل وعلاقته بتيمور جنبلاط من جهة واعادة مد الجسور مع معراب من جهة ثانية، اما الرهان الثاني فيبقى على قدرة الثنائي الشيعي على تقبل نتيجة الانتخابات “وتبريد رؤوس” صقوره والاتعاظ من نتائج الانتخابات كي يعبر كل الشعب اللبناني الى ضفة الخروج من الازمة الاقتصادية ومفاوضة صندوق النقد الدولي واستعادة الاموال المهربة الى الخارج.
الانتخابات انتهت وسيطرة الموضوعية وتوقف الخطابات الرنانة محطة اساسية في المرحلة المقبلة، والعبرة في التنفيذ.