اوصلتم سعر صفيحة البنزين الى 700 الف ليرة، فأوقف الشعب اللبناني السيارات محاولا التأقلم مع الامر الواقع المستجد.

اشترى العمال الدراجات النارية للتنقل بها داخل المدن ذهابا وايابا الى باب رزقهم، فطلب وزير الداخلية من القوى الامنية تركيب الحواجز والتشدد في تطبيق قانون السير الجديد، وهو على علم ان “النافعات” في لبنان مقفلة بسبب الاضراب المفتوح، اي لا رخص سوق ولا تسجيل للمركبات والدراجات، وكأن قرار وزير الداخلية “جكارة” بالشعب الذي يريد الحياة ويحاول جاهدا التغلب على كل العوائق التي تعترض حبه للحياة.

حتى لو اراد المواطن ان يتنقل بدراجته مستوفيا كل الشروط القانونية فهو عاجز بسبب الاضراب المفتوح، فبات الاف عمال “الديليفري” عاطلون عن العمل بسبب قرار وزير لا ناقة لهم ولا جمل.

من جهته اوقف وزير الدفاع رخص حمل السلاح التي كان يتكىء عليها كبار التجار واصحاب المهن الحرة الذين باتوا يتقاضون ملايين الليرات يوميا لحماية مدخولهم اليومي مع ازدياد حالات السرقة والاعتراضات في الشوارع. بمعنى آخر، ركن “الاوادم” سلاحهم جانبا في منازلهم او مؤسساتهم في حين لا يتردد “الزعران” بحمل سلاحهم على “وسطهم” والتنقل في الشوارع باحثين عن “آدمي” لسرقة ما جناه او لسرقة سيارة او منزل.

ماذا يريد وزراء جمهورية افلاطون؟ الا تريدون شعبا لتحكموه؟ ام تريدون اقطاعيات عائلية تحكمونها وفق مزاجكم “الخرنكعي”؟

قررنا ترك البلد والهجرة فأوقفتم اصدار جوازات سفر، سرقتم ودائعنا بحيث بات الشعب اللبناني حيا بسبب “قلة الموت”، لا مستشفيات ولا ادوية ولا كهرباء ولا ماء.

ما تقومون به “قتل جماعي” اشنع من جرائم الحرب، قتل لشعب برمته، عاجز عن البقاء بسبب ضيق فرص النجاة، وعاجز عن الهجرة لان لا جوازات سفر ولا اموال نقدية بالدولار او اليورو.

عاجزون عن البقاء في منازلنا بسبب الحر وغياب الكهرباء والتكييف، لا يمكننا الخروج بسبب غلاء سعر صفيحة البنزين، انين مرضانا يملأ آذاننا، صريخ الاطفال الجياع يقض مضاجعنا، بالله عليكم توقفوا عن استعمال عبارة “ما اصعب الحياة لولا فسحة الامل”، في لبنان لا امل الا الحركة المتحكمة بمفاصل حياتنا ولا حياة حتى تلك التي عفت عنها ميليشيات حزب الله وآلات القتل.