ينقسم الفلسطينيون على كل شيء، صحيح أنهم يجمعون على الأماني والأحلام لكنهم بالتأكيد يختلفون على طرق تحقيقها، ومواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي حمل تسمية إسرائيلية “طلوع الفجر”، ليس استثناء بطبيعة الحال، حيث حملت التسمية الفلسطينية لعملية صد العدوان على غزة: “وحدة الساحات”. فأين اصبحت هذه الوحدة وما الذي ينتظر الساحة الفلسطينية؟

مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر يؤكد ان “الحديث تمّ عن وحدة الساحات مستقبلا، كما ان وحدة الساحات قاعدة ثابتة، إنما تنفيذها لا يعني أن بمجرد حصول عدوان على غزة يجب ان تفتح تلقائياً كل الجبهات من حيث المبدأ”.

أما عن عدم مشاركة حماس في المعركة وغياب قرار حزب الله، فيعتبر جابر ان “قطر دخلت كوسيط، وطلبت من حماس، بما ان العدو يستهدف فقط الجهاد الاسلامي، ألا تدخل مباشرة في المعركة. ولو استمرت المعركة كانت حماس ستتدخل وسيتم تنفيذ وحدة الساحات”.

ويرى جابر ان “اسرائيل لم تكن تريد ان تتوسع في المعركة لأنها منشغلة بالانتخابات، وفي الاساس حصل عدوان غزة لأن الحكومة الاسرائيلية تريد ان تسجل موقفا انتخابيا يرفع من رصيدها الشعبي”.

وردا على سؤال عما اذا كان الهدف القضاء على الجهاد اجاب: “الهدف إخضاعه او شلّه وليس القضاء عليه. الجهاد الاسلامي أقدم من حماس. حتى تفجير المارينز منذ خمسين سنة تبناه الجهاد الاسلامي وهو يختلف عن حماس، وله ارتباطات اقليمية. كان يقوى ويلمع ويعود يخبو ثم يعود ويظهر من جديد. الجهاد جهاز منظم اكثر من المنظمات الاخرى، ولم يغير خلال السنوات من تحالفاته على عكس حماس”.

وعن المخيمات في لبنان رأى ان “صراع الجهاد وحماس وفتح موجود منذ زمن، وتشكل المخيمات الفلسطينية بؤرا وساحة للصراع بين الانظمة العربية، فكل نظام وكل منظمة او فريق فلسطيني يتبع لجهة ما، عندما تتوتر العلاقة بين الانظمة العربية تُترجم اشتباكا مسلحا في المخيمات”.

واكد على ان  “في المخيمات اجهزة استخبارات لكل الدول العربية والمخيمات جزر مسلحة مستقلة والدولة ليس لها نفوذ هناك ونزع السلاح منها قرار دولي ولن يحصل بقرار فقط عربي بل أممي”.