في الساعات الاخيرة، أشارت إيران إلى أن المحادثات مع المملكة العربية السعودية مسألة منفصلة عن محادثات الاتفاق النووي، مضيفة أن التعاون بين طهران والرياض يمكن أن يساعد في استعادة الهدوء والأمن في الشرق الأوسط.

افادت وسائل إعلام عراقية عن “احتمال قيام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بزيارة بغداد لإحياء العلاقات الثنائية”، و”أن مرحلة الاجتماعات الأمنية بين الجانبين قد انتهت ودخل البلدان مرحلة عقد الاجتماعات ذات البعد الدبلوماسي”. إلا ان هذا الاجتماع لم يبصر النور حتى الساعة.

العميد الركن خالد حماده يؤكد أن “لا يمكن فصل المسارات الدبلوماسية عن مسار المفاوضات النووية، حتى لو حاول الايرانيون التسويق لنوع من الفصل بين المسارات. لأن المجريات اليومية تؤكد ان بحث الملف النووي والنتائج التي ستخرج بها هذه المفاوضات هي التي ستطبع مستقبل العلاقات مع دول الخليج”.

ويعتبر حماده ان “التقارب الايراني السعودي ستكون له انعكاسات ايجابية في حال حصوله وفي حال تم بجدية والتزام”.

ويؤكد حماده ان “الميل للاعتقاد ان هناك دولة من دول الخليج تلهث وراء استعادة العلاقات مع طهران يُجانب الحقيقة، لذلك يمكن التأكيد ان المفاوضات جدية لكنها تتقدم بحذر، ومستقبلها مرتبط مباشرة بمدى الصدقية التي ستُبديها ايران”.

الولايات المتحدة تسوق الملف النووي كونه السبيل الوحيد لمراقبة الانشطة النووية الايرانية وضبط نسبة التخصيب، قبل ان تبلغ نسبا أعلى وتخوّل ايران الحصول على سلاح نووي، لكن هذا الموضوع لا يقلق دول الخليج لأن السلاح النووي هو للتهديد وليس للاستعمال، والدول الخليجية مشكلتها مع طهران في التدخلات السياسية والميليشيوية ومذهبة السياسات وليس مع السلاح النووي. السعودية ليست عاجزة عن إطلاق مشروع نووي وربما يأخذ سنين معدودة ولا يستلزم كل ما استلزمه المشروع الايراني، فبإمكانها شراء مواد مخصبة وجاهزة للاستخدام وهناك صداقات عديدة للمملكة مع دول نووية، وبإمكانها امتلاك هذه التقنيات، لكن المسألة ليست في السباق النووي بل في بناء علاقات حقيقية”.

ويختم حماده: “اذا العلاقات الجيدة هي مصلحة لطهران كما للدول العربية شرط ان تكون فعلا محكومة بالجدية والصدقية لأن المحاولات السابقة كانت تتوقف لأسباب مجهولة فيما تستمر الانشطة الايرانية بتقويض استقرار دول المنطقة”.