قبل زيارته قصر بعبدا للبحث مع رئيس الجمهورية في ملف تشكيل الحكومة، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رسالة نقلها احد الموفدين من حزب الله الى السراي بعيدا من الاضواء، لم يكشف عن مضمونها، كما اكدت مصادر قريبة من الضاحية الجنوبية لـ” المركزية”.

ميقاتي لم يدل بتصريح بعد اللقاء ونفى مكتبه الاعلامي ما تم تناقله اعلاميا، لكن وبما ان المكتوب يقرأ من عنوانه وفي ظل اجواء الاحتقان السائدة بينه وبين التيار الوطني الحر، يمكن القول ان الولادة الحكومية ما زالت متعثرة وان اندفاع ميقاتي للتشكيل تجنبا لتحميله تبعات اي اشكالية دستورية او غير دستورية قد تحصل في ما لو دخلت البلاد حقبة الفراغ الرئاسي، لم يلقَ التجاوب الكافي لاخراج الحكومة من عنق الزجاجة.

 

تقول المصادر ان الحزب يريد تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحيات الدستورية تتولى ادارة مرحلة الفراغ الرئاسي إن حصل، تجنبا لاي انتكاسات سياسية او امنية في هذه المرحلة وحتى انتهاء مفاوضات فيينا النووية المتجهة بحسب المعطيات المتجمعة في افقها، ايجابا ونحو توقيع قد لا يتعدى توقيته الاشهر القليلة المقبلة.

وتنقل المصادر ان الحزب لا يؤيد بقاء رئيس الجمهورية في قصر بعبدا بعد 31 تشرين الاول ويرفض كل الاجتهادات والفتاوى الجاري اعدادها، باعتبار ان الدستور لا ينص على طبيعة الحكومة التي تتولى ادارة السلطة في حال الفراغ، ولكونه مدركا ان اجراء من هذا القبيل سيقحم البلاد في اتون فتنة يتجنب حصولها في اللحظة الحرجة داخليا واقليميا ودوليا.

الحزب الملتزم الصمت ازاء الملف الرئاسي متجنبا اعلان مرشحه. وبين باسيل وفرنجية يسعى لتأمين بعض الامتيازات لباسيل ليضمن وقوفه الى جانب حزب الله في اختيار وتأمين الغطاء المسيحي للرئيس الجديد، وابعاده عن القوات اللبنانية لاضعاف دور معراب في التسمية الرئاسية وقد ابلغ حلفاءه جميعهم بمن فيهم باسيل، رغبته في المحافظة على الاستقرار، لأن لا البلاد ولا الشعب قادران على تحمل تبعات اي انتكاسة امنية.

كما يشدد الحزب امام حلفائه على تشكيل حكومة وتخفيف شروط لا يمكن لميقاتي تلبيتها، واضعا نفسه بالتصرف لتسهيل ولادة حكومة قادرة على تسلم صلاحيات الرئيس متى يحصل الفراغ، المستند الى عوامل اقليمية ودولية، يحتل صدارتها الملف النووي.