بينما السجالات السياسية سيّدة الساحة الحكومية، وقد استعرت غداة اللقاء الرابع الفاشل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في بعبدا، على إثر المواقف التي نقلها الخميس رئيسُ الرابطة المارونية السفير خليل كرم عن الرئيس عون حكوميا، تبدو حظوظ النجاح في التشكيل، صفرا.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية، فإن ثمة رهانا على اتصالات تدور في الكواليس لم تتوقف بعد، يقوم بها الثنائي الشيعي، وحزبُ الله تحديدا، للتوصل الى ارضية تَقارُب بين بعبدا والسراي، بما يسهّل إبصار الحكومة الجديدة، النور.
الخميس، دعت كتلة “الوفاء للمقاومة” عقب اجتماعها الدوري إلى استنفاد كلّ المساعي والمحاولات للتفاهم حول تشكيلة حكومية مناسبة للقيام بما يلزم في البلاد، من تحمّل المسؤوليّة في مختلف مجالات إدارة الشأن العام السياسي والإداري والاقتصادي وغيره، إضافة لمواكبة الاستحقاق الرئاسي الداهم. وأملت الكتلة أن يتمّ انتخاب الرئيس الجديد للجمهوريّة ضمن المهلة الدستوريّة المحدّدة.
اما عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق، فدعا من جهته، الى “الاسراع في إخراج اللبنانيين من هذه الأزمات”، وشدد على “ضرورة تأليف حكومة كاملة الاوصاف تعمل لتخفيف معاناة الناس”، مشيرا الى ان “حزب الله يدعم الجهود المبذولة”.
كل هذه المعطيات، تؤكد ان الحزب يعمل فعلا بعيدا من الاضواء، لدفع جهود التشكيل قدما، بما انه يريد حكومة كاملة الصلاحيات في فترة الشغور الرئاسي التي يبدو ستذهب البلاد اليها، في ظل “توازن قِوى” يَمنع على الضاحية فرض مرشّح مِن صفوفها على الداخل اللبناني. ووفق المصادر، فإن عودة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من إجازته في جزر اليونان في الساعات الماضية، ستحفّز مساعي التشكيل التي يضطلع بها الحزب والتي وضع لها الاول من ايلول، موعد تحوّل مجلس النواب هيئة ناخبة، كمهلة تحفيز يريد ان تتألف الحكومة قبل حلولها، غير ان ذلك لا يعني انه لن يواصل جهوده بعدها، بما ان الحزب، الذي يعرف حجم التململ الشعبي في بيئته من جراء الازمة المعيشية، يحتاج حكومة قادرة، تخفف قدر المستطاع من معاناة ناسه، تختم المصادر.