فجأة تبدلت رياح التصعيد التي كانت تنذر بمواجهات في ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل. وقفزت الى الواجهة فكرة تمديد التحضيرات للمفاوضات غير المباشرة بين البلدين والتي يتولاها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ليكون شهر أيلول الحالي فترة تهدئة بعدما كان سابقا ينذر بتوتر ومواجهات. فهل ثمة سبب لهذا التبدل؟

إختار موقع “العهد الاخباري” الالكتروني التابع لـ”حزب الله” يوم الأربعاء الفائت لمقتطفات الصحف الإيرانية الصادرة في هذا اليوم العنوان الآتي: أيلول يحسم مصير المفاوضات حول رفع الحظر عن طهران. وجاء في مقدمة الموضوع: “لا تزال مفاوضات رفع الحظر عن الجمهورية الاسلامية والاتفاق النووي تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية”.

وذكرت صحيفة “كيهان” أن المحادثات في فيينا “وصلت إلى مراحل حاسمة والاتفاق النهائي بانتظار القرارات السياسية للغرب”. وفي هذا السياق توقّعت صحيفة “أرمان ملي” أن يحصل تجديد الاتفاق النووي في أيلول، والسبب يعود الى “حاجة أوروبا للنفط الإيراني”، لافتة الى أن “هناك كمية كبيرة من النفط الإيراني على السفن، والتي يمكن لإمداداتها أن توازن السوق”.

على الضفة الأخرى كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، لصحيفة “الشرق الأوسط”، عن قرب التوصل الى اتفاق بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود مبنية على المبادرة التي طرحها الإسرائيليون وطورها الوسيط الأميركي، وتحتوي على موافقة الطرفين على تقاسم الأرباح.

في موازاة ذلك، تحدثت وسائل اعلامية عدة عن التوتر الذي ساد اللقاء الاخير الذي جمع قائد “فيلق القدس” التابع لحرس الثورة الاسلامية الإيرانية الجنرال اسماعيل قاآني مع الصدر. وبدا ان الأخير إتخذ مواقف معارضة لتوجهات الجنرال الإيراني. ولفتت هذه المصادر الى ان إيران شعرت بقوة في الايام الماضية ان البساط بدأ يتم سحبه من تحت قدميها في بلاد ما بين النهرين، الامر الذي بدأ يفسر “الليونة” في تعاطي طهران مع واشنطن التي لا تزال لاعبا قويا في العراق.

في فترة نفوذ الاتحاد السوفياتي في القرن الماضي، كان يتم تداول فكرة على سبيل التندر، وهي: “إذا أمطرت في موسكو، يرفع الشيوعيون المظلات في بيروت”. فهل جاءت “كلمة سر” من طهران جعلت الامور تهدأ في ملف الترسيم البحري، كي يكون أيلول شهر تهدئة؟

أحمد عياش – النهار