في حوار طويل مع بودكاست “سردة”، قال حامد سنو المغني الرئيسي في “مشروع ليلى” إن أفراد الفرقة ليسوا بوارد العمل معاً من جديد. أي أنه قال إن الفرقة، عملياً، انتهت.
تنتهي الفرق الفنية في العادة، إما طبيعياً حين ينفضّ جمهورها من حولها، أو بانفراط عقدها بعد أن تصير عبئاً على أعضائها الذين يذهبون فرادى للبحث عن النجومية.
هذا في الغرب. عند العرب، الفرق نادرة وغالباً ما لا تلاقي نجاحاً، إلا حديثاً في حالة الفن البديل الذي يصر على مساحته الخاصة في عالم يسيطر عليه عمرو دياب وزملاؤه وزميلاته. وسبب سنو لتوقف الفرقة لا يشبه أسباب الفرق الغربية أيضاً. الفرقة برغم شهرتها وشعبيتها الواسعة عند الشباب العربي، بقيت هاوية، أعضاؤها بحاجة إلى مدخول لا يمكنهم تأمينه من فنهم البديل.
“مشروع ليلى” تتناول، في الموسيقى والكلمات، وعلى طريقتها الفجة، صلب قضايا جيل بكامله، حقه الفخر بهويته مهما كانت هذه الهوية، والاعتراض على ثبات آبائه الكثر، والتمرد على القيم المعلبة وعلى العقائد وعلى الأحكام النهائية في ما خص الجندر والميول الجنسية.. إلى آخر اللائحة الطويلة. باختصار، حقه بحرية الاختيار.
الفرقة صدامية تماماً، بداية باسمها الملتبس والمبهم. ولأنها كذلك نجحت، صارت حدثاً في مصر حين جمعت 35 ألف متفرج رفعت خلاله سارة حجازي علمها وانتهت ورفاقها سجناء رأي. منعت مرتين على التوالي في الأردن. وعلى الأرجح أنها لم ولن تجد خشبة عربية أخرى تقف عليها ما دامت قد منعت بقوة التهديد من الغناء في بلد المنشأ، البلد العربي الوحيد الذي يتفاخر بهامش واسع من الحرية. الحملة التي قامت على “مشروع ليلى” قبل أعوام لم تقتصر على منعها من مهرجانات جبيل.
محبطة نهاية الفرقة. أقرب إلى هزيمة في السياسة، تشبه نهاية فكرة 17 تشرين، لأن لبنان العابس المحافظ التقليدي ما زال فتوّة يحمل عصا غليظة متشعبة الرؤوس والسلطات يهول بها حين يرى قيمه، كائناً ما كانت، مهددة بالاختلاف. وهو دائماً يفضل الثابت السيء، على الاختلاف ولو الضئيل. هذا على الأقل ما تقوله شاشات تلفزيونه إذ تقدم فنانيه كما سياسييه على حد سواء.