فيما كان يفترض ان تتوجه الانظار كلها امس الى ساحة النجمة لمتابعة وقائع مناقشات جلسة الموازنة، حرفتها فجأة معاناة انسانية جديدة من تداعيات اقترافات منظومة الفساد وجمهورية الجحيم. هي سالي حافظ التي وعدت شقيقتها المصابة بمرض السرطان ان تنقذها وتسدد ثمن علاجها. حملت مسدسا، افادت لاحقا انه لعبة لأبن اختها، اقتحمت فرع “بلوم بنك” في السوديكو،هدّدت بحرق نفسها بعد سكب البنزين على الموظفين وعلى نفسها. وتمكّنت من سحب مبلغ 20 ألف دولار من حسابها قبل أن تغادر.

ليست سالي الاولى ولن تكون الاخيرة في مسلسل اقتحام المصارف الطويل، فالنهايات التي تُكتب في كل حلقة، باتت عاملا مشجعا لكل مودع وصاحب حق جريء للحصول على امواله. من عبدالله الساعي الى بسام الشيخ حسين فسالي حافظ ، ومن جب جنين الى الحمرا والسوديكو فعاليه، يبقى الجمر تحت الرماد، في ظل سلطة سياسية قامرت بحياة واموال اللبنانيين وقذفتهم في نيران جهنم غير آبهة بالنتيجة، الا من زاوية ترقيع بعض

ميدانيا، تمكنت الكتل المسيحية الكبرى، اي الجمهورية القوية ولبنان القوي وكتلة الكتائب، من خلال مقاطعتها جلسة مجلس النواب اليوم لمصادفتها مع ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، من ارجاء انعقادها. فقد اعلن الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر ارجاء الجلسة العامة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لدرس واقرار موازنة 2022، الى اليوم لعدم اكتمال النصاب.

من جانبه، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التأكيد ان التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان مستمر. واوضح ان مشاريع عدة لتطوير الادارة وتحقيق الحوكمة اصطدم تحقيقها بالظروف القاسية التي مرت بها البلاد، فضلاً عن التأخير في عمل السلطات الاجرائية والتشريعية والقضائية، وبروز عراقيل مفتعلة ما زاد الامور تعقيداً، اضافة الى اخطاء عدة ارتكبت في ممارسة بعض المسؤولين لعملهم.

وتمنى عون على من سيخلفه في السدة الرئاسية، ان يستكمل تنفيذ المشاريع التي بدأت وتلك التي تعثر تحقيقها، ويحرص خصوصاً على المضي في عملية مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين الذين يتحملون مسؤولية كبيرة في ما آلت اليه الاوضاع في البلاد.