وسّع حزب الله في الآونة الاخيرة مروحة الصفات التي يريد توافرها في رئيس الجمهورية المقبل، مضيفا اليها صفات لافتة. فهو لم يعد يحصرها بالـ”كليشيهات” المعهودة في خطابه، اي بضرورة ان يكون صديقا للمقاومة يحميها وسلاحها ولا يطعنها في الظهر ولا يكون اميركي- صهيوني الهوى، بل صار يتحدث ايضا وفي موقف متقدّم، عن ضرورة الا يكون “استفزازيا”.
عصر السبت، قال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله “جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الماضية أكّدت أنه لا يوجد فريق واحد يمتلك الأغلبية في البرلمان، وأثبتت أن من يريد انتخاب رئيس الجمهروية يجب أن يبتعد عن منطق التحدي لصالح التشاور، كما أكّدت أنه على القوى السياسية أن تتشاور وتفعّل اتصالاتها في المرحلة المقبلة، عسى الاتفاق على خيار يحظى بأكثرية في المجلس النيابي”.
بدوره، قال نائبه، اي الرجل الثاني في الحزب نعيم قاسم “لا مجال، لان يصل إلى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي من صنع السفارات، فهناك نواب صادقون الى جانب نواب آخرين في المرصاد لمن يؤدي إلى هذا العبث”. ودعا إلى “التوافق إذا أمكن، من أجل أن نأتي برئيس على مستوى المرحلة، حيث لا تنفع التحديات والعراضات بتحدي الشعب، فهولاء الذين صمدوا لم يخضعوا لأحد في العالم، لذلك لن يخضعوا لسفاراتكم أو إلى الأوامر التي تعطيكم إياها هذه السفارات”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة فإن هذا الشرط المستحدَث من قِبل حزب الله يعني الكثير رئاسيا، اللّهم اذا كان صادقا في معانيه ولا يستخدمه للرد على خصومه الذين يطالبون بانتخاب رئيس “تحدي”.
وبغض النظر عما يعنيه هؤلاء بـ”التحدي” وهم لا يقصدون بذلك رئيسَ تحدّ للحزب، بل رئيسا يتحدى الفسادَ والدويلة وكل ما يعوق قيام الدولة – فإن الحزب الداعي الى رئيس توافقي لا يستفز احدا، يفترض ان يُطبق هذا القرار على نفسه أولا وفي حساباته الرئاسية الخاصة. وهذا يعني، وفق المصادر، انه يتجه نحو صرف النظر عن دعم ترشيح اي شخص يشكّل تحديا للفريق الآخر في الداخل، وعلى رأس هؤلاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فاذا كان الحزب يرفض استفزازه يجب ان يكون ايضا يرفض استفزاز اي فريق.
فهل يمكن القول ان الحزب بكلامه هذا، يوجّه الرسائل الى حلفائه والخصوم في الوقت عينه؟ ام ان مرشح التحدي في نظر الضاحية، هو فقط ذاك الذي ينادي بالدولة والسيادة واحادية السلاح؟!