الخناق يضيق اكثر على النظام الايراني، من الداخل والخارج، يوما بعد يوم. فالتحركات في الشارع بعد مقتل الشابة مهسا أميني مستمرة. شهدت العديد من المدن الإيرانية وعلى رأسها العاصمة، في الساعات الماضية، تجددا للاحتجاجات الشعبية ضد حكم الملالي والحرس الثوري، حيث نشبت صدامات بين الطلاب وعناصر الأمن في “بازار طهران” التاريخي وسط هتافات تندد بالمرشد الأعلى “علي خامنئي” متهمين إياه بإعطاء الضوء الأخضر للشرطة ليستخدموا العنف ضد المتظاهرين. وذكر ناشطون أن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، دخلت أسبوعها الرابع، حيث شملت المظاهرات شارعَ انقلاب ومیدان فروسي ومحيط مقر البرلمان، وسط إغلاق ملحوظ للمحلات التجارية في شبه إضراب.
وأشارت وكالة الانباء الفرنسية إلى أن العديد من المنظمات الحقوقية أكدت مقتل 90 شخصاً حتى الآن في أقصى جنوب شرق إيران خلال الاضطرابات التي حدثت في 30 أيلول بعد انتشار خبر عن اغتصاب قائد شرطة محافظة سيستان بلوشستان فتاة في سنّ المراهقة. من جهتها، أعلنت وكالة أنباء فارس مقتل أحد عناصر الحرس الثوري في مدينة سنندج في محافظة كردستان غرب البلاد فيما أكدت وكالة أنباء “إيرنا” مقتل فرد من قوة البسيج العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري في طهران، مضيفة أن عدد القتلى في صفوف الأمن ارتفع بذلك إلى 14.
الجدير ذكره، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية هو ان هذه التحركات لم تهدأ رغم العنف الذي يمارسه النظام لا بل هي آخذة في التوسع وباتت تشمل طالبات وطلابا وفنانين وكأن حاجز الخوف لدى الشعب الإيراني، انكسر، وهو بات يعتبر المعركة التي بدأها معركة وجود وحريات وحقوق انسان، لم يعد قادرا على السكوت عن انتهاكها من قبل النظام الذي لم يكتف بتجويعه وإفقاره مقابل دعم أذرعه العسكرية، بل صار يخنقه في يومياته وتفاصيل حياته، في شكل لم يعد يطاق.
وفي وقت تشمل هذه التحركات الجاليات الايرانية في العالم ايضا، تقول المصادر ان العواصم الكبرى ترافقها بعقوبات تفرضها على النظام واجهزته، في حين علّقت المفاوضات النووية مع طهران لاكثر من سبب وهذا الحوار لا يبدو في صدد الانتعاش قريبا خاصة في ظل سلوك ايران القمعي مع المتظاهرين.
عليه، تعتبر المصادر ان النظام بات محرجا ومحشورا، وربما دخل مرحلة بداية النهاية، مَن يدري؟