اذا كان الصمت سيد الموقف حيال بنود اتفاق ترسيم الحدود مع اسرائيل بشكل يزرع الشك بأن وراء الاكمة ما ورائها، فقد كشفت إسرائيل بعض بنود الاتفاق.
وفيما يلي بنود الاتفاق، بحسب ما نقلته “العين الاخبارية” عن وسائل إعلام إسرائيلية استنادا إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي:
-الاعتراف بالخط الحدودي في البحر بين إسرائيل ولبنان، ولن تكون هناك مطالبات بتغيير الخط ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مستقبلي آخر بين الطرفين.
– بعد خط العوامات، سيعتمد الخط البحري على “الخط 23” (الحدود البحرية المستقبلية بين البلدين).
-ستحصل إسرائيل على تعويضات مالية عن عائدات خزان “قانا” وفقا لمفاوضاتها مع شركة “توتال” الفرنسية.
-ستتلقى إسرائيل من الحكومة الأمريكية ضمانات تؤكد التزام واشنطن بكافة حقوقها الأمنية والاقتصادية، حال إن قرر “حزب الله” أو طرف آخر الطعن في الاتفاقية بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
-تشمل الضمانات، الدفاع عن إسرائيل وحماية حقوقها الاقتصادية في خزان “قانا”، بالإضافة إلى منع عائدات الخزان من الوصول إلى حزب الله وفقًا لنظام العقوبات القائم في الولايات المتحدة.
– ستحصل إسرائيل على العائدات قبل أن تشرع في عملية الاستخراج من خزان قانا وكذلك العائدات المستقبلية من الإنتاج، وبالتالي الحفاظ على مصالحها الاقتصادية.
في الشكل الاتفاق واضح وقد حصلت اسرائيل على ما تريده، اما في المضمون فالاتفاق خطير جدا، لماذا؟ اولا لان الاتفاق بين الدولة اللبنانية “الممانعة” التي يسيطر حزب الله على ادق تفاصيلها اعترفت او رسمت حدودها مع الدولة الاسرائيلية وليس مع السلطة الفلسطينية. ثانيا اعتبار او ايهام جمهور الممانعة بأن الكيان الاسرائيلي الغاصب زائل انتهى لان لبنان الرسمي اعترف بإسرائيل وحدد حدوده معها. ثالثا ما قامت به الدولة اللبنانية ومن خلفها حزب الله هو تطبيع رسمي بإنتظار الاعلان عنه رسميا وفتح الحدود لرحلات الحج.
في كل استحقاق دولي كبير، تنكفىء الدولة ويتموضع حزب الله خلفها خصوصا عندما تستشعر قيادته السكين على عنقها. بالنهاية ومع انطلاق الحرب في اوكرانيا وقطع امداد اوروبا بالغاز الروسي كان لا بد للاتفاق ان ينجز والا لأبحرت كل اساطيل اوروبا الى الشاطىء اللبناني فور ان يبدأ موسم البرد والسقيع في اوروبا وتعلو اصوات الاوروبيين.
بلدان اوروبية لم تتدخل يوما في الازمة اللبنانية لشاركت وارسلت اساطيلها كي لا يموت شعبها من البرد مثل الدانمارك وفنلندا والنروج والسويد والنمسا وغيرها من الدول التي لها اياد بيضاء في لبنان. هل تظنون ان حزب الله مستعد لمواجهة كل العالم من سرداب الضاحية؟