تمكنت الاتصالات الاميركية المكثفة على خط بيروت – تل ابيب، في الايام الماضية، من تحقيق خرق ايجابي في مسعى واشنطن للتوصل الى اتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين.

سلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب رئيس الجمهورية النسخة الرسمية النهائية المعدلة للاقتراح الذي كان تقدم به الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية. واعتبرت رئاسة الجمهورية أن الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وانها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية وتطلبت جهدا وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة. ورأت الرئاسة ان الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين.

اما رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد، فقال: الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية وسيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة الأربعاء للموافقة على الاتفاق.

في انتظار ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات حيث يكثر الحديث عن توقيعٍ وشيك لاتفاقٍ بين الطرفين برعاية الامم المتحدة في الناقورة، تتوقف مصادر سياسية معارضة عند رهان اهل المنظومة الكبير، على التوصل الى اتفاق واعتبارهم ان الثروة النفطية مدخلا لانقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية.

على القوى المجتمعية والسياسية ان تكون صفا واحدا في منع وقوع ادارة الثروة الموعودة، في يد الطبقة التي أثبتت مدى فسادها وعدم اهليتها او كفاءتها، لأن عائدات النفط والغاز ستكون مهددة بالضياع وسيتم تبديدها من دون ان تعود بالفائدة على لبنان واللبنانيين بشيء، في حال تمكّنت المنظومة غير الامنية، من وضع يدها على هذا الملف. والجدير ذكره، هو ان احزاب السلطة “تسنّ أسنانها” منذ الآن، وتحاول حجز مقاعد لها في الوزارات المقبلة، كي تستفيد من الثروة العتيدة… عليه، الحذر ضروري وبداية حمايتها ومنع هدرها، تكون بالمطالبة بانشاء صندوق سيادي يحفظ موارد لبنان المحتملة، وإلا فعلى النفط والغاز السلام، تختم المصادر!

لارا يزبك