نفذ السلفي المستقل أبو بكر المصري عملية “انغماسية” في مواقع قوات النظام بمنطقة سهل الغاب شمال غربي حماة. واشتبك المصري مع العناصر المتمركزين في الموقع وقتل عدداً منهم قبل أن يُقتل.

وتداول الإعلام الرديف في “تحرير الشام” صوراً للمصري قبيل العملية، وقال إنه عنصر تابع للتشكيلات العسكرية في الهيئة، لكن السلفيين المناهضين للأخيرة كذبوا الإعلام الرديف، وقالوا إن منفذ العملية انشق عن صفوفها قبل سنوات، وهو أحد السلفيين المستقلين في إدلب.

وقالت مصادر سلفية إن “العملية التي نفذها أبو بكر المصري على مواقع لقوات النظام في سهل الغاب تزامنت مع اقتحام تحرير الشام لمنطقة عفرين شمال حلب في 12 تشرين الأول، وقتالها لفصائل المعارضة”، مضيفاً أن “الإعلام الرديف للهيئة يستغل العملية للتغطية على عمالتها، والقول أنها تقاتل على أكثر من جبهة”. اكدت مصادر مطلعة ان تحرير الشام “اعتقلت أبو بكر سابقاً بسبب تأخره بدفع مبلغ مالي مترتب عليه لتحرير الشام، وتعرض المصري للتعذيب داخل سجونها، وأفرج عنه لاحقاً بعدما دفعت جمعية خيرية تهتم بشؤون السلفيين المهاجرين في إدلب المبلغ المترتب عليه للمكتب الاقتصادي في تحرير الشام. وكان قرار المصري الأخير بتنفيذ عملية انغماسية مفاجئاً بالنسبة لأوساط السلفيين المهاجرين في إدلب”.

وقالت المصادر إن “تحرير الشام تضيّق على السلفيين المهاجرين في إدلب، وتمنع الجماعات والتشكيلات السلفية المقربة بأن تضمهم إلى صفوفها، مثل تنظيمي أنصار التوحيد وأنصار الإسلام، وحتى التشكيلات الأجنبية مثل الحزب الإسلامي التركستاني، وتعمل تحرير الشام على زرع كراهية المهاجرين في الأوساط الشعبية في إدلب، وبالتالي تحرم المهاجرين من فرص العمل في مجالات أخرى غير العمل العسكري الذي بات محظورا عليهم”.

وأكدت المصادر أن “خيارات السلفيين في إدلب وبالأخص المهاجرين، باتت محدودة جداً، إما تقديم فروض الطاعة للجولاني والعمل ضمن تشكيلاته في منطقة شبه محاصرة، أو لا مجال للعيش في إدلب، لذا باتت العمليات الانغماسية ضد قوات النظام فرصة لبعض السلفيين للهروب من معاناتهم بطريقة يرونها مشرفة “.

وتتزايد أعداد المهاجرين المستقلين في إدلب بسبب عمليات الانشقاق المتواصلة من صفوف “تحرير الشام”، وتفكيك التشكيلات والجماعات السلفية، لا بفعل الهجمات التي تنفذها الهيئة عادة للقضاء عليهم، بل أيضاً بسبب الإفلاس الذي تعاني منه العديد من الجماعات والتشكيلات الصغيرة التي تفضل تفكيك الجماعة على أن تقدم الولاء والطاعة لتحرير الشام لتحصل على تمويل يضمن بقائها.