قبل يوم من توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، كان الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض، مطلقا موقفا بارزا اكد فيه ان الاتفاق “تاريخي ويجلب الأمل والاستقرار للمنطقة”.

نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية، إشادت بايدن بالاتفاق، قائلا إن اتخاذ هذه الخطوة “تطلّب شجاعة” من البلدين. وأضاف “ستوقع إسرائيل ولبنان اتفاقا لترسيم حدود بحرية دائمة بين البلدين. هذا اختراق تاريخي تطلب الكثير من الشجاعة للإقدام عليه”. وتابع “سيسمح الاتفاق بتطوير حقول الطاقة للبلدين، وسيخلق أملا وفرصا اقتصادية جديدة للشعب اللبناني، ويعزز استقرار وأمن شعب إسرائيل”.

لن تعود الامور بين لبنان واسرائيل عموما وعلى الحدود الجنوبية بين البلدين في شكل خاص، بعد توقيع الترسيم، كما كانت قبله. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية المصالح الاقتصادية المشتركة بين الجانبين والمتمثلة بالنفط والغاز اللذين سيتم استخراجهما من البحر، ستفرض هدوءا على جانبي الحدود وستقضي في شكل شبه تام، على احتمال انفجار الوضع “عسكريا” بين لبنان او حزب الله وبين اسرائيل، وذلك بضمانة واشنطن التي ستسهر على منع اي تصعيد، وقد انتزعت من بيروت ومن تل ابيب تعهّدا بالتزام الهدوء في الفترة المقبلة، برضى ومباركة ايرانيين تُرجِما تسهيلا تاما من قِبَل حزب الله للاتفاق، وقد قرّر لمرة نادرة في تاريخه، الوقوفَ “خلف الدولة اللبنانية”، لا المزايدة عليها، ساكِتا مثلا عن تنازلها عن الخط 29 لصالح الخط 23.

انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، يصبح السؤال مشروعا عن مبررات ابقاء حزب الله على سلاحه؟ فما هي وظيفته بعد ان دخلت المنطقة الحدودية فترة “هدنة” غير معلنة طويلة الامد؟ الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سيطل على اللبنانيين في كلمة يلقيها بعد ظهر اليوم. هو سيقول على الارجح، ان دور السلاح و”المقاومة” بعد هذا الاتفاق الذي سمح “بأكل العنب” على حد تعبيره، سيصبح اليوم السهر على حسن تطبيق الاتفاق ومنع اي خرقٍ اسرائيلي لنص التفاهم.. لكن وفق المصادر، تَبيّن بالوقائع التي رافقت مسار التفاهم، وبحسب ما أكد ابرز العاملين على خطه لبنانيا نائبُ رئيس المجلس الياس بوصعب، ان الاميركي كانت له اليد الطولى في التوصل الى الاتفاق وهو سيكون بعد ذلك الضامن والمشرف على تطبيقه.. عليه، على نصرالله ان “يلعب غيرها” لأن حجة حماية الحقوق لم تعد مقنعة لأحد.

لارا يزبك