لبنان الذي تعرفونه تغيّر…منارته انطفأت، مرفأه انفجر، مطاره من دون انوار، يحارب الاوبئة باللحم الحيّ، شبابه هاجر…فساعدونا!! جوهر خطاب حقيقي هو الاكثر واقعية لمسؤول لبناني، منذ اندلاع الازمة قبل ثلاثة اعوام، القاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من على منبر القمة العربية في بلد المليون شهيد الجزائر. لكن ما لم يقله الرئيس المُكلف هو ان المسؤولين عن لبنان المُشّلع المُطفأ، المُفَجر، هم من افتعلوا به كل ذلك، واوصلوه الى هذا الدرك.

هم اطفأوا منارته وفجروا مرفأه وحجبوا الكهرباء عن مطاره وقطعوا الأمل وابواب الرزق والعمل امام شبابه فهجروهم….هم انفسهم اعادت شريحة من الشعب المنهوب المسلوب الجائع انتخابه وسلّمته المواقع والمناصب ليكمل على ما تبقى من الشعب والوطن…كل ذلك واقعي، واكثر لكن غير الواقعي ان نطلب المساعدة من الامّة العربية، وقد ارتضينا ما حل بلبنان وما زلنا نهلل للزعيم ونصفق للرئيس وننسحق امام الوزير لننضم الى جمهور المحظيين في السلطة، وما زال الزعماء اياهم وسياساتهم الكيدية نفسها وصراعاتهم فوق جثة الوطن على حالها. فبأي منطق يساعدوننا؟

تجليات التجاذبات تتظهر وما بيان نبيه بري واعتذاره عن المضي قدما في الحوار للوصول الى رئيس توافقي “نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي القوات والتيار اللذين تعمّد تسميتهما وهما يشكلان الغالبية المسيحية البرلمانية، ورسالة الرئيس ميشال عون لنزع التكليف من الرئيس ميقاتي سوى الوجه الفاقع للصراعات العلنية بين “ديوك” سياسة لبنان الذين يقتاتون من الطائفية والمذهبية لبقائهم في السلطة زعماء على من اقنعوهم انهم هكذا ينقذون الوطن.

وفي القمة العربية ايضا، وعشية المؤتمر الذي تعقده السفارة في الذكرى 33 لاتفاق الطائف، موقف سعودي في شأن لبنان اعلنه وزير الخارجية فيصل بن فرحان، اذ لفت، الى أنّ “المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية”، داعيًا الى “انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد”. وقال بن فرحان: “الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات”، مشددا على أنه “يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك”. وأكد أنّ “التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها”، مشيرا الى أننا “نرفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين”.

مع بدء الشغور الرئاسي قرر بري التراجع عن الدعوة الى الحوار وأشار مكتبه الإعلامي الى ان “بعد استمزاج الآراء حول الدعوة بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي القوات والتيار.