يريد فريق 8 آذار رئيسا توافقيا، ويطالب بالحوار للاتفاق على اسم مرشح رئاسي يكون اهلا لقيادة البلاد في هذه المرحلة وقادرا على التواصل مع المكونات كافة. يزيّن حزب الله الرئيس بكثير من الصفات الجميلة التي يعبّر عنها بمصطلحات ايجابية “زهرية”. الا ان العبارات، يعود ويتوّجها بـ”ضرورة ان يكون الرئيس صديقا للمقاومة وحاميا لها”، فيُفسِد “الطبخة” وتعود اللعبة الرئاسية الى النقطة صفر.
قال حسن نصرالله: “المقاومة كجزء كبير من الشعب اللبناني، تريد رئيساً للجمهورية في بعبدا مطمئناً للمقاومة ونريده شجاعاً يبدّي مصلحة لبنان على مصلحته الشخصية ولا يخاف ولا يُباع ولا يُشترى”. اضاف: “لا نريد رئيساً يغطّي المقاومة أو يحميها، المقاومة ليست بحاجة لغطاء أو حماية وما نريده رئيساً لا يطعنها في ظهرها ولا يبيعها وهذا الحد الأدنى لمواصفات رئيس الجمهورية”.
من جانبه قال محمد رعد “تعالوا لننتخب رئيسًا للجمهورية إذا كنّا نريده حاميًا للسيادة الوطنية وحافظًا لقسمه الدستوري ولمصلحة اللبنانيين، فلنتوافق على رئيس لا يكون رئيس تحد”. اضاف: “نريد رئيسا للجمهورية لا يتحدى أحدا، نريده أن يعرف قدر الشهداء وأهمية المقاومة في الحفاظ على سيادة لبنان وحمايته، وأن يكون قراره سياديًا لا يرضخ للضغوط لطعن المقاومة في ظهرها، وإذا أغدق عليه الآخرون بعض العطيات وهذا لا نتوهمه ولا نتخيّله”.
اما عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، فأكد أنّ “حزب الله لن يسمح بفرض رئيس للجمهورية بمواصفات أميركية أو سعودية”.
كل هذه المواقف، تؤكد ان حزب الله يستخدم تعابير التوافق ورفض التحدي لإسماع اللبنانيين كلاما جميلا لا اكثر، بينما في الجوهر يتمسك برئيس يحمي سلاح حزب الله ويُبقي لبنان في المحور الايراني في المنطقة، في وجه أشقائه العرب وفي وجه المجتمع الدولي والعواصم الكبرى ايضا.
الشرخ اذا عميق جدا، بين تصوّر الفريق المعارض لحزب الله للرئيس العتيد وتصوّر حزب الله، وهو خلاف يتعدى الرئاسة الى موقع لبنان وخياراته الاستراتيجية ككل، والى هويّته ودوره في المنطقة والعالم.. وهذا الانقسام العمودي يؤكد ان الحوار وحده لن يكون كافيا للخروج من المراوحة وانتخاب رئيس، ذلك ان ايا من الجانبين لن يرضى باعتناق خيارات الآخر. انطلاقا من هنا، الشغور طويل ولن ينتهي على الارجح، الا بتسوية خارجية.