لم يكن كلام مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي وتباهيه بتمدد نفوذه إلى العراق وسوريا ولبنان مجرد موقف “تعبوي” و”شعبوي” يطلقه أمام حشد من قوات التعبئة في حسينية الامام الخميني في طهران لمناسبة “أسبوع التعبئة”، وأخطر ما فيه أنه اعتبر أن “التعبئة” ليست مجرد مؤسسة عسكرية ولا تقتصر نشاطاتها على المجال العسكري فقط، بل يجب أن تكون حاضرة في جميع المجالات، بما في ذلك العلوم الدينية والعلوم المادیة”. لكنه عاد إلى المعسكر الأمني في قوله بأن “قوات التعبئة الايرانية واجهت “داعش” الذي أوجده الأعداء وهاجم المراقد المقدسة، وعناصر التعبئة دعموا أبطال لبنان وفلسطين، وسنواصل دعمنا لقوات المقاومة في المنطقة ولبنان وفلسطين”.
أراد خامنئي أن يجدد التأكيد ان لبنان ساحة نفوذ تابعة له عندما قال: “سياسة إيران الفاعلة في لبنان وسوريا والعراق كانت نتيجتها فشل مخطط أميركا في هذه البلدان” مؤكدًا أنّ “الأعداء استهدفوا سوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال، لضرب العمق الاستراتيجي لإيران”. واسترجع ذكرى قائد فيلق القدس قاسم سليماني معتبراً أنه “كان له الدور البارز في انتصار إيران على المشروع الأميركي في المنطقة”.
أما على مستوى الداخل فيمكن تأكيد المؤكد بأن خامنئي أراد من كلامه تعزيز أوراق حلفائه في معركة فرض مرشحهم من خلال المضي في تعطيل الإستحقاق وتحويل لبنان ورقة ضغط ومقايضة للمرور الحتمي بطهران لانجاز الاستحقاق اللبناني.
أشرف ريفي وفي تعليق على كلام خامنئي غرد كاتبا: “كلام خامنئي يترجم الحقيقة وهي أن إيران تعتبر لبنان مقاطعة تمارس عليها الوصاية وتفاوض بها وتتاجر”. أضاف: “سنقاوم هيمنة إيران حتى تحرير لبنان واسترداده”.
واعتبر ريفي “علينا أن نقرأ ما يجري على مستوى الداخل الإيراني حيث الوضع المأزوم جدا، وأراد خامنئي أن يؤكد لقاعدته أنه لا يزال باستطاعته السيطرة على الوضع من خلال إمساكه بالمحاور التي يزرع فيها أذرعه وهي سوريا ولبنان والعراق”.
على المستوى اللبناني يدرك خامنئي أن الأولويات في لبنان تدور حول الإستحقاق الرئاسي وعليه يضيف ريفي “فهو يسعى إلى عرقلة هذا الإستحقاق من خلال تجميد ورقة الرئاسة والتأخير والمماطلة… الأوامر الإيرانية صارت واضحة”.
إلى هنا يمكن التسليم بقدرة إيران على الإمساك بالمحاور الأربعة التي وردت في كلام خامنئي، لكن هل هو قادر على تحريكها في لبنان وفي أي اتجاه؟
على الساحة الأمنية يختم ريفي مؤكدا أن الحزب ما عاد قادرا على التحرك بسهولة في الساحات المسيحية والدرزية وحتى السنية، لكن على اللبنانيين ألا يأمنوا جانبه في عمليات الإغتيال”.