التيار الوطني الحر يضرب بيد من حديد.  لكنّ الضربة لم تأت موفقة هذه المرة، اذ جاءت احادية غير مدعومة بفائض قوة الحليف. وبعدما منّ النفس ليلا بتطيير نصاب جلسة مجلس الوزراء، تلقى صفعة سددها اليه الحليف نفسه، فأمن  بمونته واتصالاته من خلف الكواليس النصاب بوزير التيار جورج بوشكيان.

بهدوء وسكون، سحبه من الوزراء التسعة الذين اعلنوا عدم المشاركة في الجلسة، الى صف الوزراء الحاضرين، فأنقذ الجلسة بتوفير الثلثين، واقر ما انعقدت لاجله من مقررات ذات طابع انساني بمعظمها. الا ان تردداتها لا بد ستظهر بقوة في جسد علاقة الحليفين، وقد بدأت ملامحها مع مواقف اطلقها نواب التيار سددت سهامها في اتجاه الثنائي الشيعي وحملته مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية.

الموقف الشيعي

على الضفة “الشيعية”، أكد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أننا لم نتصل ولن نتصل بأحد وجئنا إلى الجلسة بسبب وجع الناس. وأكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم أننا نحترم من حضر ومن غاب والأصل كان احترام الدستور “هالقد حجمها” وندعو إلى الحوار لحل كل الأمور.

التيار – الحزب

تركت هذه التطورات تصدعات قوية على طريق علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر. فأشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام الى ان “من يُطيّر جلسات المجلس النيابي معروفون وهم من غير المسيحيين”، داعيا المسيحيين الى “الجلوس معا والتناقش للتوصل الى مرشح لرئاسة الجمهورية مقبول من الجميع”. وقال في حديث صحافي “الثنائي الشيعي يُعطّل جلسات انتخاب الرئيس ويُراهن على تعبنا من أجل التفاوض على مرشحه سليمان فرنجية، وأقول له من باب النصيحة ان هذا الامر يزيد من النقمة المسيحية عليه”. واوضح ان “الورقة البيضاء هي تعبير عن رأي وموقف معيّن الى حين تبلور فكرة التوصل الى مرشح توافقيّ والثنائيّ الشيعي يرفض النقاش سوى باسم فرنجيّة حتى الساعة”. ولفت درغام الى “وجود إتفاق سابق بعدم إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء الا بحال الضرورة وبعد التشاور مع مختلف الأفرقاء السياسيين”، معتبرا أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أخطأ بالدعوة من دون التشاور مع أحد، بعكس ما تم الاتفاق عليه خلال مناقشة رسالة الرئيس ميشال عون”، وشدد على أن “الثنائي الشيعي يريد الضغط على حلفائه لايصال مرشحه سليمان فرنجية عبر الذهاب لانعقاد جلسة مجلس وزراء للايحاء بأن البلد يسير بشكل طبيعي بالرغم من شغور الموقع الرئاسي”.