أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم نهاية أن “الأولوية أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية يرعى خطة إنقاذية للإقتصاد، ولا يثير قضايا خلافية تخدم إسرائيل وتؤدي إلى الفتنة، وبالتالي، يجب أن نتفق من أجل أن ننتج الرئيس، لأن الكتل النيابية موزعة، فلا يوجد عندنا كتلة واحدة لديها 65 نائباً، سواء أكان من فريقنا أو من الفريق الآخر أو من الذين يعتبرون أنفسهم أنهم محيدون، وبالتالي، على الكتل النيابية أن تتوافق مع بعضها”.
لا يزال حزب الله يصر اذا على خيار التوافق والحوار لانتخاب رئيس للجمهورية. هو يرفض، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة، خيار اللعبة الديمقراطية والصرف والانصياع لأحكامها، بحيث يتم التصويت في صندوق الاقتراع لعدد من المرشحين، لا للأوراق البيضاء، ويفوز في نهاية المطاف، مَن تمكّن من جمع العدد الاكبر من الاصوات، كائنا مَن يكن.
هذا المعطى يؤكد، ان ساعة الانتخاب لم تدق بعد. فالحوار لم يكن يوما مفيدا مع “حزب الله”، لان الاخير يريده لاقناع خصومه بخياراته هو، لا للتوصل معهم الى حل وسط.. واذا شعر ان مصالحه او مصالح راعيته الاقليمية ايران، تتطلب ضرب هذا الحوار عرض الحائط، فإنه سيفعل ذلك، وهذا ما حصل خلال طاولة حوار عام 2006 حيث نسفها وأطلق حرب تموز 2006.
على اي حال، تسأل المصادر عما يتوخّى الحزب تحقيقه من خلال الدعوة الى الحوار: هل سيقول للمصوّتين للمرشح النائب ميشال معوض ان الاخير غيرُ توافقي لانه يطالب بتنفيذ الدستور وبفرض سلطة الدولة والشرعية على الاراضي اللبنانية كافة، وعلى القرار السيادي للبلاد، لا سلطة الدويلات والمربعات الامنية وتصدير الممنوعات والسلاح الى العرب والعالم؟ وهل ينتظر الحزب من هؤلاء ان يقولوا له إنه على حق في مقاربته هذه وان يتفقوا معه على اسم مرشح لا يعتنق هذه المبادئ لانه يعتبرها خلافية؟! وعلى ماذا يريد الحزب ان يتفق مع الفريق الآخر من خلال الحوار الذي يدعو اليه، إن لم يكن على هذه النقاط البديهية التي تُعتبر في رأي المعارضين وفي رأي العالم أجمع، “ألفباء” بناء الدُول؟!
الحوار مضيعة للوقت، ولا يريد منه الحزب سوى تبرئة صفحته من تعطيل الانتخابات وإشاحة النظر عن تطييره نصابَ الجلسات واستمراره في التصويت بورقة بيضاء…
لورا يمين