يعيش لبنان تداعيات جلسة حكومة تصريف الأعمال. والأساس في تلك الجلسة حرص حزب الله على انعقادها، مع ما يعنيه بالنسبة إلى العلاقة مع جبران باسيل. يعرف الحزب لها تبعات، وستخضع إلى أخذ وردّ كثيرين في العلاقة بينهما من دون أن تصل إلى الخلاف العميق، بانتظار توفر ظروف تؤدي إلى إعادة ترتيبها.

من المبكر الحديث عن انفراط عقد التحالف بين الطرفين، تحالف مار مخايل لم يشارف على السقوط، طالما لا بوادر لنشوء تحالف مماثل من الحزب مع جهة اخرى وبالنسبة إلى التيار من جهة أخرى.
ما يجري لا بد أن يدفع باسيل إلى جردة حساب لممارساته وتصرفاته. والتي تبدأ بإقتناعه بأنه غير قادر على الوصول إلى الرئاسة، وعليه ان يفسح المجال أمام غيره. حزب الله يقدّم ترشيح فرنجية على ما عداه، ولذلك يريد أن يكون باسيل موافقاً وليس العنصر المعرقل. يعتبر الحزب أنه في معركة أساسية وهو بحاجة إلى حليف يثق به وقادر على الوصول، وهذا ما ينطبق على فرنجية القادر على تسجيل اختراقات في صفوف البيئات الأخرى. حزب الله يقول لباسيل بأنك لست وحدك على الساحة.
الحزب متيقن من توفر جو دولي مؤيد لفرنجية أو غير ممانع، فهو مقتنع بأن فرنسا لا تريد الدخول في اختلاف رئاسي معه ومستعدة للموافقة على مرشحه، كما أنه تبلغ بإشارات حول عدم الممانعة الأميركية لذلك، فيما لا موافقة سعودية حتى الآن. ولكن موقف باسيل المعارض بقوة لفرنجية يعتبره الحزب جزءاً من تعطيل مقومات القوة لفرضه بموجب الديناميكية الداخلية، بينما لو يوافق باسيل على السير بفرنجية فإن المعركة تصبح أسهل، وحتى لو كان الحزب يريد الحصول على موافقة سعودية ضمنية من شأنها تسهيل مقومات التسوية.
حزب الله لن يفتح المجال للتخلي عن باسيل، لا بل يريده شريكاً في التسوية، على أن تبقى حصّته محفوظة ودوره مضمون بضمانة الحزب.
العلاقة الشخصية بين باسيل والحزب ولا سيما مع حسن نصر الله، على قاعدة أن مجلس نصرالله لم يفتح في الأيام والليالي لساعات كما فتح لصالح باسيل، الذي خيضت معه نقاشات وحوارات كثيرة بغية إقناعه وطمأنته وآخر جلسة استمرت لأربع ساعات، لم يقتنع باسيل خلالها. بل على العكس، ذهب للتخريب عليها من خلال تسريباته ومواقفه، وهذا أمر ليس من السهل على حزب الله تجاوزه، فكان لا بد من تلك الرسالة القاسية التي على باسيل أن يسعى لمعالجتها.

منير الربيع