لا ينكر عدد من نواب التيار الوطني الحر الذين واظبوا على التصويت بأوراق بيضاء خلال 8 جلسات لانتخاب رئيس جديد للبنان، أنهم مأزومون في التعامل مع هذا الملف. وقد زادت حِدة أزمتهم في الجلسة التاسعة بعد الخلاف الكبير الذي اندلع مع حزب الله.

كثيرون يترقبون أن يردّ باسيل على حزب الله، خلال جلسة الانتخاب الرئاسية الأخيرة، بالتخلي عن خيار التصويت بورقة بيضاء، وهو الخيار الذي يعتمده الحزب وحلفاؤه لعدم تمكّنهم من الاتفاق على اسم مرشح واحد يخوضون به المعركة الرئاسية، توزعت أصوات النواب العونيين في أكثر من اتجاه، ففي حين واظب بعضهم على التصويت بورقة بيضاء وردُّوا ذلك إلى عدم تبلور خيار جديد يعتمدونه، صوَّت عدد منهم بأوراق كُتب عليها اسم بدري ضاهر؛ وهو المدير العام السابق للجمارك المقرَّب من التيار والموقوف بملف انفجار مرفأ بيروت، فيما ارتأى آخرون كتابة اسم ميشال، وآخرون معوض، مع علمهم بأن أوراقهم ستُعتبر ملغاة، وكل ذلك في وجه حزب الله.

ويقرّ أحد نواب التيار، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، بأنهم مأزومون في الملف الرئاسي، مؤكداً أن “القرار اتخِذ بعدم السير بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والمؤكد أننا لن نسير بميشال معوض، وكل خيار آخر غير الورقة البيضاء التي كنا أول من لجأنا إليها سيكون غير جِدي في هذه المرحلة، ما دمنا غير قادرين على تأمين عدد الأصوات اللازم الذي يمكن أي مرشح من الفوز”.

يتمسك الثنائي الشيعي رغم عدم إعلانهما ذلك صراحة بترشيح فرنجية، ويضغط الحزب على باسيل بأكثر من ملف وطريقة للسير به، بينما يرفض باسيل لاعتبارات عدة؛ أبرزها طموحه بتبوء سُدة الرئاسة رغم رفضه الإقرار بذلك حتى الساعة.

وتقول مصادر في التيار العوني، لـ«الشرق الأوسط»، إن “باسيل يعتبر نفسه الأجدر بهذا الموقع؛ لأنه يمتلك أكبر كتلة نيابية، ولا يمكن أن يتخلى بسهولة عن مبدأ وجوب وصول رئيس قوي لسُدّة الرئاسة، أي يتمتع بحيثية شعبية ونيابية”، لافتة إلى أنه “يعول على متغيرات خارجية وداخلية قد تطرأ خلال أشهر تعود لتعوّم اسمه”.

ولا يبدو باسيل متحمساً لتبنّي خيار قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة باعتبار أن خلافات نشأت بينهما خلال ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وقد عبر باسيل عن انزعاجه من طريقة إدارة العماد عون الأمور على الأرض خلال الانتفاضة الشعبية عام 2019.

بولا أسطيح