عندما يتألم الانسان يعبر عن المه لفظياً او جسدياً، لان قدرة الانسان على التحمل لها حدود، والامر نفسه ينطبق على الاوطان والاحزاب السياسية داخلها.

 

اتفاق مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله هو اتفاق بين الضحية والجلاد، الجلاد وعلى عكس ما يتوقع البعض كان التيار الوطني الحر الذي كان خلف صدور القرار  الدولي 1559 الذي يطالب بإنسحاب الجيش السوري وتسليم سلاح الميليشيات وعلى رأسها حزب الله، والضحية كانت حزب الله المعزول داخليا والمطوق دوليا.

بعد 17 سنة على الاتفاق المشؤوم والذي هو كما اشرنا يناهض المنطق والعقل، انقلب المشهد، فباتت الضحية التيار الوطني الحر التي لا تتوقف ضربات حزب الله، ومنذ خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، من تهشيم ما تبقى من لحم على جسده الهزيل بعد ثورة 17 تشرين.

رفض حزب الله السير بجبران باسيل رئيسا، والاهم ان الحزب ونتيجة فائض القوة خصوصا بعد خروج تيار المستقبل من المشهد السياسي لم يعد بحاجة الى اي غطاء من اي طائفة، فإنغمس في اللعبة السياسية تاركا حليفه التيار يصارع طواحين الهواء منفردا في محاولة منه لتطويعه او ترويضه.

امن حزب الله النصاب لجلستين حكوميتين فيما لا تنفك ابواق التيار من تكرار تعابير حكومة بتراء وغير ميثاقية وغيرها من الاسباب على حكومة ميقاتي. العلاقة بين الطرفين اليوم كعلاقة عاشقين يحاول كل منهما تبرير خيانة الشريك له خوفا على المنزل والاثاث والسيارات ورأي المجتمع.

في الخلاصة وبما ان اتفاق مار مخايل بالاساس هو اتفاق خارج المسار الطبيعي للتحالفات السياسية، وبما ان الاتفاق خدم حزب الله واخرجه من القوقعة التي وضعته فيها انتفاضة الارز، غير ان التحدي اليوم او السؤال هل ينتفض التيار لاوطني الحر لكرامته؟ هل يعود التيار الوطني الحر الى وطنيته فيرفض السلاح غير الشرعي ويطالب بحل الدويلة ووقف تمددها وقضمها واعادتها الى كنف الدولة؟

للاجابة على الاسئلة يفترض اولا عن نسأل عن مصلحة جبران باسيل الشخصية وطموحه اللا محدود، باسيل لا يتحرك على قواعد سياسية ولا يتمسك بالمبادىء بل كل ما يحرك باسيل هو مصالحه الشخصية فقط لا غير.