في وقت اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، عدم وفاء إيران بالتزاماتها في ما يتعلق ببرنامجها النووي، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين أن طهران تتواصل مع الأطراف الأخرى في الاتفاق بطرق مختلفة.

واعرب علي باقري كني عن أمله في أن تحقق الجهود المبذولة في المسار التفاوضي “نتائج إيجابية”. وقال إن إيران “لطالما أعلنت استعدادها للتفاوض في إطار الاتفاق السابق”، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى الكبرى.

وتأتي التصريحات بعد أسبوعين من إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي عزمه التوجه إلى طهران لحض إيران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل توترات بين طهران وكل من الوكالة وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015. وأوردت الوكالة في تقرير سري أن إيران أدخلت تعديلا جوهريا على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة في منشأة فوردو، من دون الإبلاغ عن ذلك.

غير ان عدم وفاء ايران بالتزاماتها “نوويا”، ليس السبب الوحيد الذي يحول دون انتعاش المفاوضات التي كانت تحتضنها فيينا بل ثمة ايضا اسباب سياسية – انسانية تلعب ايضا دورا سلبيا لا يقل اهمية عن الاسباب “العسكرية”.

فقد أشار مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق مع إيران بسبب مواقفها من عدد من القضايا الدولية.  انطلاقا من هذه المواقف الواضحة، الامال باحياء المفاوضات تتضاءل مع الوقت وانها حاليا شبه معدومة. لكن حتى الساعة، لا تبدو ايران تبالي بالموقف الدولي وهي قادرة، كما تدل مكابرتها، على تحمّل الضغوط الداخلية والخارجية، “الشعبية” و”الاقتصادية”، من دون ان تقدّم اي تنازلات للغرب. وفي الوقت الضائع الذي لا مفاوضات فيه، هي تستفيد لمواصلة تطوير برنامجها النووي ولقمع شعبها والمعارضين للنظام. فهل من خطة اخرى للعواصم الكبرى لردع طهران ومنعها من تعزيز قدراتها العسكرية؟ ام انها ستكتفي بالوسائل الراهنة التي أثبتت عقمها؟!

لورا يمين