تعيش بلدة القرقف العكارية، صدمة كبيرة بعد مقتل الشيخ أحمد الرفاعي. وعكس مقتل الشيخ مستوى مروعاً من التخطيط الإجرامي، وتطوير القتلة لـ”فنون” الجريمة، بفعل الانتشار العشوائي للسلاح، وازدهار نشاطهم الانتقامي في ظل انحلال الدولة ومؤسساتها.

تفاصيل الجريمة
ويكشف مصدر قضائي متابع للتحقيقات أن مدبري الجريمة هم خمسة أشخاص، معظمهم من آل الرفاعي ومن بلدة القرقف. وأبرز المخططين والمنفذين هو علي الرفاعي، ابن رئيس بلدية القرقف يحيى الرفاعي. وتمكنت شعبة المعلومات من القبض على هؤلاء، واعترفوا بجريمتهم، وأقروا بمكان إخفاء جثة الرفاعي. ورمى هؤلاء جثة الشيخ الرفاعي تحت كومة من التراب بعمق ثلاثة أمتار، قرب مكب للنفايات في عيون السمك القريبة من القرقف. ويكشف المصدر القضائي أن القاتل علي الرفاعي وأعوانه قاموا بتعذيب الشيخ الرفاعي، وضربوه على رأسه، قبل أن يقتلوه بالرصاص.

وسبق أن أكد مصدر قضائي أن عملية الاختطاف مرتبطة بإشكال مناطقي مزمن بين الشيخ الرفاعي ورئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي وعائلته، قبل أن يتورط ابنه بتنفيذ خطة الجريمة. أي إن الوصف الدقيق لخلفيات عملية الخطف، عائلي- مناطقي، رغم كل محاولات تسييس الجريمة، خصوصًا ما تداول من معلومات بأن رئيس البلدية مع عائلته ينتمون إلى سرايا المقاومة، ولديهم خلاف سياسي كبير مع الشيخ المقتول، الذي كان يركّز بخطب الجمعة على مهاجمتهم ومهاجمة خطهم السياسي.

غير أن الإشكال الفعلي، يعود إلى صراع النفوذ بالمنطقة، وسبق أن قال غيث، نجل الشيخ المغدور، إن والده كان ينوي الترشح للانتخابات البلدية هذا العام. وقال ابنه أيضًا، إن رئيس البلدية مع أعوان له سبق أن أطلقوا الرصاص على شقيق الشيخ أحمد الرفاعي وابن شقيقته، و”قبل نحو عام أرسل مسلحين إلى والدي وهدده بالقتل”.

القاتل علي الرفاعي كان لا يتنقل بين أهالي البلدة إلا مسلحًا ومتباهيًا بسلاحه، ويستمد نفوذه من والده ومن حالة التسيب الأمني شمالاً، ما يدفع للتساؤل عن مدى تورط رئيس البلدية بالتخطيط للجريمة خارج مسرحها الفعلي.

ويقول المصدر القضائي إن هذه الجريمة فيها الكثير من التفاصيل والخلفيات الانتقامية المروعة، وسيعلن عنها كاملة لاحقًا.