تعتبر خدمة “الفاليه باركينغ” من خدمات الرفاهيّة التي يتمتّع فيها القطاع السياحي في لبنان، والتي أدرجت منذ حوالى 25 عاماً على لائحة القطاع الخدماتي. إلاّ أنّ هذه الخدمة تحوّلت من رفاهّة إلى معاناة حقيقيّة للمواطنين الباحثين عن مواقف لسياراتهم. والسبب يعود إلى فوضى عارمة في التسعيرات. ففي لبنان أكثر من 70 شركة تقدّم هذه الخدمة. 15 شركة منها مرخّصة فقط. تتوزّع من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. وتحتكر الطرقات، والتي من المفترض أن تكون أملاكاً عامّة للمواطنين، مانعة أيّ شخص من ركن سيارته من دون دفع “ضريبة” للشركة.
في جردة سريعة على الأسعار، قد تصدمكم الفوارق بين منطقة وأخرى. فاذا حالفكم الحظ، قد تجدون مواقف شبه مجانية في كلّ من مناطق صيدا وطرابلس وعكّار. أمّا “الصفّة” في منطقة زغرتا، وتحديداً بنشعي فتكلفتها 70 ألف ليرة، و80 ألف ليرة في مواقف البترون. أمّا في جبيل فقد تصل إلى 100 ألف ليرة. وفي ضبيه وأنطلياس قد تتفاوت التسعيرة بين شركات “الفاليه باركينغ”، فمنها من يطالب بـ100 ألف ليرة والبعض الآخر بـ400 ألف ليرة. وإذا طلب الزبون ركن سيارته قرب المدخل فقد تصل التسعيرة إلى مليون ليرة أو مليونين ليرة (خصوصا في المطاعم الفاخرة). فيما بعض الشركات لم تضع تسعيرة لبدل خدمة صفّ السيارات، وتطلب من الزبون دفع ما يريد، وطبعا ليس أقلّ من 50 ألف ليرة.
أمّا الأسعار الخياليّة فجاءت في شوارع بيروت، وتحديدا مار مخايل والجميزة، المقصد الأوّل للشباب والصبايا للسهر. ففي هذه المناطق يستحيل أن تجدوا موقفاً على الطريق قرب المحلّ، حيث يُفرض على المواطن ركن سيارته في أحد المواقف الخاصّة، التي لا تضع تسعيرة واضحة على المدخل، لتختلف من مواطن لآخر، حسب شكل سيارته وما إذا كانت تعكس نوعاً من الفخامة أو الثراء. أصحاب السيارات العاديّة محظوظون. حيث لن تتخطى التعرفة 100 ألف ليرة. أما لأصحاب السيارات الفاخرة قد تتجاوز الـ5$. وإذا أردتم تسليم السيارة لـ”الفاليه” فلكلّ تسعيرته الخاصة.