في انتظار إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله غداً، وما ستحمله من مواقف في شأن جبهة الجنوب، برزت معطيات غربية حول مآل حرب غزة وانعكاس نتائجها على لبنان. وأهمية هذه المعطيات أنّ هناك ظروفاً مشابهة بين ما يجري في القطاع الفلسطيني حالياً، وبين ما حصل في الأردن في ايلول عام 1970. فقبل 53 عاماً، انتهت المواجهات الدامية في «أيلول الأسود»، كما وصف آنذاك، بين الدولة الأردنية والفصائل الفلسطينية، الى انتقال الفصائل الى لبنان بعد انتهاء المعارك. فشكّل هذا الانتقال حدثاً تاريخياً خطراً للبنان الذي عانى عقوداً سوداء من الاقتتال والتدمير والتهجير، نتيجة تحمّله منفرداً أوزار القضية الفلسطينية. فهل يمر لبنان في تجربة مماثلة بعد حرب غزة؟

في الجواب عن هذا السؤال، كشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن «رسائل ومراجعات مباشرة تلقتها الجهات الرسمية السياسية والأمنية، من سفراء وأمنيين غربيين، تتصل بالانفلاش الحاصل للفصائل الفلسطينية الإسلامية، وعلى رأسها حركة «حماس» في لبنان، التي تتصرف ميدانياً وسياسياً وإعلامياً وكأنها هي الدولة، ومخاطر ذلك على الدولة اللبنانية التي قد تتعرض لاجراءات تزيد حدّة التضييق على مؤسساتها واقتصادها».

ولفت المصدر الى «أنّ الغربيين يسألون: لماذا لا يتصرف لبنان، كباقي الدول العربية، حيث هناك ضوابط صارمة لتحرك أي جهة خارجية؟ وبينما يشكو لبنان من ضغط النازحين السوريين وعبئهم، نراه يشرّع أبوابه للفصائل الفلسطينية لتتصرف على هواها بلا حسيب ولا رقيب، وهذا الأمر ممنوع على هذه الفصائل فعله في أية دولة من دول العالم».

وقال المصدر «إنّ الأخطر في الرسائل والمراجعات، التحذير الصريح من أنّ لبنان الذي يبيح ساحته للعمل الفلسطيني الإسلامي المسلح والسياسي والإعلامي، سيكون الوجهة الطبيعية لقادة هذه الفصائل («حماس» و»الجهاد») و»كوادرها»، في حال التوصل الى تسوية للحرب في غزة، إذ يجري الحديث عن امكانية ترحيل أعداد بالمئات سيكون ملاذهم المخيمات الفلسطينية في لبنان، ما يعني زيادة التوتر في هذه المخيمات التي شهد أكبرها، أي مخيم عين الحلوة، معارك ضارية للسيطرة عليه من قبل الإسلاميين المدعومين من «حماس»، في مواجهة حركة «فتح» ذات النفوذ التاريخي فيه».

وأضاف المصدر «أنّ على السلطات اللبنانية التنبه لما ينتظر لبنان من اجراءات بعد انتهاء حرب غزة، خصوصاً أنه تم رصد انتقال «كوادر» أساسية من «حماس» الى لبنان، وبدأوا يخرجون على شاشات التلفزة، ويطلقون مواقف خارج الإطار السياسي الرسمي للدولة اللبنانية، وبما لا طاقة للبنان على تحمّله»