عشية الاستقلال ومنذ 17 عامًا، ارتفع الوزير بيار الجميّل شهيدًا على مذابح الوطن، لينضم الى رفاقه من قافلة شهداء ثورة الأرز.
بيار الشاب المليء بالحياة والحالم بلبنان جديد، اعتقد أمراء السلاح في وطننا ان بإمكانهم اسكاته. اعتقدوا ولكن في الواقع بيار حي في رفاقه في حزبه وفي كل وطني قضيته لبنان أولاً.
اغتيل بيار في زمن يعد انتصارًا لثورة الأرز بعد نضالٍ كان الجميّل رأس حربة فيه أودى الى خروج جيش النظام السوري من لبنان، وهذا ما وجه أصابع الاتهام الى نظام الأسد انه خلف الاغتيال. وفي رواية أخرى يرى البعض ان اغتيال بيار ناتج عن فوعته الشعبية التي استطاع ان يكتسبها من كامل شرائح الشعب اللبناني، كما وانه أعاد القواعد الكتائبية الى حزبه بعد ان انحرفت القيادة حينها عن مبادئ المؤسس. فبرائيهم بيار كان مشروع رئيسًا للجمهورية وقد يكون عائقًا امام الطامحين الى بعبدا.
في كلا الحالتين من اغتال بيار كان خوفًا من ضجة أحلامه التي كانت تحاكي الجيل الصاعد والمتطور العاشق للحياة والبعيد عن ثقافة الموت التي تتغذى منها اليوم تلك الأحزاب التي تورط لبنان في حرب قد تكون كفيلة لإعادته الى العصور الحجرية.