صيدٌ ثمينٌ كان من أهداف إسرائيل ليلة أمس، خليةٌ لحزب الله من خمسة عناصر أغارت عليها إسرائيل ليُقتلوا جميعهم. وكان من ضمنهم نجل النائب محمد رعد (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة) الجناح السياسي للحزب في البرلمان اللبناني، وقائد فرقة الرضوان، التي تعتبر فرقة النخبة للحزب والتي دائمًا ما كان يهدد باقتحام إسرائيل بها برًا.

أعلن أمس عن هدنة نجحت الجهود المصرية، القطرية والأمريكية بالوصول اليها في غزة، ليعلن حزب الله الالتزام بها ايضًا، لكن التطورات في الجنوب أمس خلطت أوراق اللعبة من جديد، كما وأعلنت إسرائيل أن لا وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى قبل يوم الجمعة.

ويشهد الجنوب اللبناني اليوم تصعيدًا لافتًا من قبل حزب الله حيث زخاتٍ من الصواريخ تطلق اليوم بتجاه إسرائيل لم تكن بهذا الكم منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي ردت عليها إسرائيل بحرب شاملة على قطاع غزة لاستئصال حركة حماس من القطاع.

هل يلتزم الحزب الهدنة؟ أم ان الاستفحال اليوم في مغامراته التي يقحم لبنان بها أيضًا قد تكون تصعيدية؟ اصطادت إسرائيل قامتين من كوادره فهل يبقى مكتوف الايدي، يستهدف عامود اتصالات من هنا أو يعطل “مركافا” من هناك يسحبها الجيش الإسرائيلي ليعيد إصلاحها وتعاود الخدمة لاحقا؟

على ما يبدو أيضًا ان اميركا ترغب في تحقيق الهدنة لكن إسرائيل تؤيد الحرب وهذا منطقي، إسرائيل اجتاحت بريًا القطاع ومجريات خططها تتحقق، وبالنسبة للجبهة الشمالية مع حزب الله متأهبة. وعملية أمس دليل ان إسرائيل لا تريد الهدنة فهي تعي ان الضغط الشعبي للحزب سيزداد ان لم يرد على اغتيال قائد فرقة الرضوان ونجل النائب رعد، فهي تستجلب الحزب بها للرد مما يبرر استمرارها بالحرب وتطير الهدنة.

شركات الطيران منذ صباح أمس تبلغ اللبنانيين الراغبين في القدوم الى لبنان لتمضية فترة الأعياد مع ذويهم التي فرقتهم عنهم الأوضاع المتردية في لبنان، عن تعليق رحلاتهم الى لبنان الى منتصف شهر كانون الثاني من العام المقبل، مما يعني ان شيء ما ينتظر لبنان والمخاوف الدولية تتفاقم وشركات التأمين تعلن عدم تغطية الحوادث في لبنان باعتبارها إياه في حالة حرب.

الشرق الأوسط على مشارف خارطة جديدة وأن لم تكن جغرافية فبالطبع سياسية، دحر حركة حماس من قطاع غزة يعني خروج ايران وهذا تغيير سياسي، دخول إسرائيل غزة بريًا وفصلها عن القطاع، وعدم خروجها يعني تغير جغرافي. التغيير حاصل لكن مجريات الاحداث تحسم لاحقًا من أي ناحية سيأتي التغيير.