تتّجه الأنظار اليوم الى الحدود الجنوبية لمواكبة الهدنة التي يُفترض أن توقف المواجهات بين «حزب الله» واسرائيل. وصدرت عشية سريان الهدنة بالتزامن مع هدنة مماثلة في حرب غزة، جملة مواقف تشير الى ارتباط لبنان بتطورات غزة. وفي معلومات لـ»نداء الوطن»، أنّ عدداً من سكان البلدات والقرى الحدودية تلقوا إشعاراً بتوقف المواجهات بدءاً من اليوم بما يتيح عودتهم إليها لتفقّدها وجني المحاصيل.
وفي إنتظار جلاء الأوضاع الميدانية جنوباً اليوم، سيطر توتر شديد في الـ 48 الساعة الماضية على جبهات الحدود، بعد مقتل 6 عناصر من «حزب الله» ليل الأربعاء الخميس في غارة اسرائيلية، وكان بينهم عبّاس رعد، نجل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية النائب محمد رعد.
ماذا عن هدنة الجنوب اليوم، التي سبق لـ»نداء الوطن» أن أشارت اليها الأربعاء الماضي؟ قال مصدر في «حزب الله» لقناة «الجزيرة» الفضائية القطرية إنّ «الحزب لم يكن جزءاً من المفاوضات المتعلقة بالهدنة وتبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل، وإن جنوب لبنان هو جبهة مساندة لقطاع غزة وتوقف القتال هناك سينسحب على لبنان، وأنّ «حزب الله» سيلتزم الهدنة التي أُعلنت إذا التزمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي». ولفت المصدر الى أنّ «أي تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان، أو في غزة خلال الهدنة سيقابله ردّ من «حزب الله»».
وفي السياق، أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، تصريحاً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال فيه: «إن إسرائيل لم تقدم أي التزامات هدنة في ما يتعلق بالحدود الشمالية، وأنه سيتم الحكم على «حزب الله « من خلال أفعاله بدلاً من أي شيء يقوله».
وفي مكالمة هاتفية بنتنياهو، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على «أهمية الحفاظ على الهدوء على طول الحدود اللبنانية، وكذلك في الضفة الغربية».
ويأتي موضوع الهدنة بعد مواجهات عنيفة على الحدود الجنوبية، إذ تفاقمت الأوضاع بعد سقوط ستة مقاتلين من «حزب الله» في غارة إسرائيلية، بينهم نجل النائب رعد. وبين القتلى، قياديان على الأقل في قوة «الرضوان»، التي تعدّ قوة النخبة في «حزب الله»، وفق ما أفاد مصدر مقرب من «الحزب» لوكالة «فرانس برس».
وتزامن تشييع الضحايا مع إعلان «حزب الله» شنّ أكثر من 15 عملية عبر الحدود مستهدفاً مواقع إسرائيلية، بينها إطلاق 48 صاروخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية قرب مدينة صفد الشمالية.
من جهته، شنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً مدفعياً وجوياً على عدة بلدات في الجنوب استمرت حتى ليل أمس.
وعلى صعيد آخر، وصل الى بيروت مساء الأربعاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وذلك للمرة الثانية منذ اندلاع حرب غزة في السابع من الشهر الماضي، والتقى الأمين العام لـ»حزب الله « حسن نصرالله ومسؤولين، فضلاً عن الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية زياد نخالة، ونائب رئيس حركة «حماس» خليل الحيّة، وغادر أمس الى قطر.
وحذّر عبداللهيان من اتساع رقعة الحرب في غزة وفي المنطقة إذا لم يتواصل العمل بالهدنة. وقال: «نحن لا نتطلع إلى اتساع نطاق الحرب»، لكنه لفت الى أنّ «أيّ احتمال وارد إذا استمر العدوان».
وبعد زيارة عبداللهيان، أعلن الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أنّ «الحرب على أبواب لبنان، وليس هناك رئيس للجمهورية، بل حكومة تصريف أعمال، كما أنّ مجلس النواب لا يجتمع، فعلى اللبنانيين تجاوز خلافاتهم». وسأل: «من يقود لبنان؟»، وأجاب: «لا أحد». وتابع: «أنا قلق جداً على لبنان، ولا أفهم سلبية المسؤولين، يجب أن يفهموا أن عليهم ان يتحركوا لتفعيل المؤسسات الدستورية. إنّ لبنان على شفير الحرب». وخلص: «سأذهب الى بيروت باسم الرئيس ماكرون لأبلغهم هذه الرسائل».
المصدر: نداء الوطن