لا يختلف اثنان حول ما جرى أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت أنه عمل مدان ومرفوض، وصحيح ان لإسرائيل حسابات مع قادة حماس لكن ليس على حساب سيادة لبنان والاهم انه ليس على حساب اللبنانيين العُزّل.
عملية الاغتيال أمس التي طالت قادة فلسطينيين (من حركة حمـ*س) أثناء اجتماع لهم في مبنى سكني في الضاحية، يزال تنفذها مبهماً ولا معلومات مؤكدة عما إذا كانت غارة من سلاح الجو الإسرائيلي أم عبوة ناسفة.
إما من ناحية الداخل اللبناني، فكما هي مرفوضة الاعتداءات الإسرائيلية وانتهاك سيادة الجمهورية اللبنانية، أيضًا مرفوض أن يكون مصير اللبنانيين رهن ميليشيا تملي عليها دولة خارجية اجندة وتعليمات لتنفيذها. وحزب الله الذي بقراره توحيد الساحات والدخول في دائرة الحرب واحتواءه قادة حماس الهاربين من غزة، اعطى إسرائيل ذريعة التطاول الى العمق اللبناني وبعثرة امن العاصمة بيروت، وضرب الجنوب اللبناني وتهجير سكانه.
ان نشاط منظمات إرهابية في لبنان دون أي ضوابط هو تحدي في الدرجة الأولى للمجتمع الدولي، كما انه أثبت أمس انه يشكل خطرًا على حياة اللبنانيين.
وتغطية هذه التحركات والنشطات في لبنان مرفوض وعلى الدولة اللبنانية والقوى الأمنية خاصة العمل على تفكيكها، والمحبذ ان تغادر هذه الفصائل لبنان فتواجدها في غزة قد يكون مجديًا أكثر لنصرة قضيتهم، لأننا نرفض ان يتحول لبنان لمنصة صواريخ في خدمة أي قضية سوى القضية اللبنانية.
ونشدّد على أنّ تطبيق القرارات الدولية والحياد كفيلان بحماية لبنان وعدم جرّه الى حرب مدمّرة لا مصلحة له بها.