يمكن اعتبار لقاء سفراء دول المجموعة الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة امس، الانطلاقة الرسمية لهؤلاء السفراء في الداخل السياسي اللبناني ايذاناً، او تهيئة بالأصح، لاجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في وقت قريب في احدى عواصم الدول الخمس بعد الاتفاق على الزمان والمكان لاصدار موقف “محدث” من الازمة الرئاسية. لذا اكتسبت انطلاقة التحرك الداخلي للسفراء دلالات في اتجاهات عدة ابرزها ان هذا التحرك جاء ليؤكد التوافق العريض في ما بينهم على عناوين التحرك ومضمونه الامر الذي تثبته المعطيات المتوافرة عن لقاء عين التينة. ثم ان هذا التحرك يثبت امرا بارز الأهمية هو تكريس الفصل بين الجهود الديبلوماسية للمجموعة الخماسية على صعيد الدفع لانهاء الفراغ الرئاسي والمؤسساتي في لبنان وتداعيات حرب غزة والمواجهات الجارية في الجنوب. وحتى لو ان موقف الفريق اللبناني النافذ المتمثل بـ”حزب الله” يمعن في ربط كل الاستحقاقات الداخلية بنهاية الحرب في غزة، فان رمزية المسعى الخماسي تشكل ردا واضحا مبدئيا على هذا الربط بما يؤثر حتما على مجريات الازمة الرئاسية متى سجل فيها لاحقا أي اختراق. وثمة دلالة ضمنية ثالثة يتداولها بعض الأوساط ولو انها تثير جدلا حيال دقتها وثباتها وهي ان هذه الأوساط ترى في تحرك سفراء المجموعة الخماسية نوعا من الضغط الضمني الكبير لمنع انزلاق لبنان الى متاهة حرب مدمرة، اذ من شأن هذا التحرك ان يشكل رسالة ضمنية الى جميع الافرقاء حول رفض الدول الخمس وعبرها معظم المجتمع الدولي لانزلاق لبنان الى الحرب.

لقاء عين التينة

وكان وفد سفراء اللجنة الخماسية ضم سفراء المملكة العربية #السعودية #وليد بخاري وقطر الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني، وفرنسا هيرفي ماغرو، ومصر علاء موسى، والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون واستمر اللقاء مع بري في حضور مستشاريه محمود بري وعلي حمدان زهاء الساعة جرى خلاله عرض للمستجدات لاسيما الاستحقاق الرئاسي. وكان لافتا تعميم تصريح مقتضب لرئيس المجلس بعد اللقاء اعلن فيه “ان الموقف كان موحداً والإجتماع مفيد وواعد”. كما حرص السفراء على تأكيد وحدة مواقفهم فقال السفير المصري “سنجتمع ونتفق على كلّ شيء وموقف اللجنة الخماسيّة موحّد”. واكد السفير الفرنسي ان “موقف السفراء موحّد وسنلتقي المسؤولين السياسيين في لبنان قريباً”. وأكدت السفيرة جونسون ان “اللقاء كان جيدا وموقفنا موحد”.

ووفق معلومات “النهار” خلصت الزيارة الى النقاط الاتية :

– يعبر رئيس المجلس عن ارتياحه لما سمعه من السفراء الذين اظهروا انهم يعملون وفق رؤية واحدة في مساعدة اللبنانيين في عملية انتخابهم رئيس الجمهورية. ولمس بري اهتماما ومتابعة مدروسة منهم تشير الى ان بلدانهم تعمل بجدية في تقديم الدعم لاتمام الملف الرئاسي.

 

 

 

 

 

 

المصدر: النهار