منذ الثامن من تشرين الأول 2023 والجنوب اللبناني تحت القصف الإسرائيلي. الدولة اللبنانية دخلت منطق وحدة الساحات نصرةً لغزة؟

لا يا سادة، لا ليست الدولة، بل الدويلة

نعم الدويلة فعلت هذا الدمار في الجنوب، الدويلة شردت حوالي مئة ألف مواطن لبناني من الجنوب، الدويلة قضت على أرزاق الجنوبيين، نعم الدويلة.

الدويلة أي الميليشيا المدعومة من إيران، غريب انها مصنفة دوليًا بأنها تنظيم إرهابي؟ كلا، أفعالها وما ترتكبه بحق الوطن والمواطن خير دليل، من اغتيال شهداء ثورة الأرز، الى اجتياح بيروت والجبل عسكريًا، الى إسقاط طوافة النقيب الشهيد سامر حنا، مرورًا بحرب “لوكنت أعلم” في تموز 2006، وصولا الى ادخال الجنوب في ياتون الحرب الإسرائيلية على غزة، ناهيك عن تعطيل الحياة السياسية لفرض أشخاص خدمةً لأجنداتها الخارجية.

قصفت إسرائيل الجنوب في 8 أكتوبر ردًا على صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه مستوطناتها في الشمال، من المعتدي؟ الدويلة، لأنها هي من يصادر قرار السلم والحرب من الحكومة اللبنانية بفائض قوتها. ما كان المتوقع من أقوى جيش في المنطقة؟ أن يبكي دون ردة فعل؟ لا يا فطاحل، المواطن اللبناني بكى.

نعم نزح عشرات ألاف الإسرائيليين من الشمال الى الوسط الإسرائيلي، لكن لدولة الإسرائيلية خطة طوارئ في الحروب اذ ان الملاجئ وحاجات اللاجئين مؤمنة، بينما في لبنان ما أمنتم لم هجرتموهم منازلهم؟ قد يقول البعض أين الدولة من الموضوع، لكن لا ملامة على الدولة فهي لم تجر اللبنانيين الى ما لا قدرة على تحمله وهي تعي ان لا قدرة لها للاهتمام بهم.

لن يبصر اللبنانيين ولبنان بشكل عام الاستقرار والأمان ولن تعود قطاعاته الى الازدهار في ظل سلاح يهيمن على الدولة وان أردنا ان نكون أكثر وضوحًا نقول سلاحًا بات الامر الناهي بمستقبلنا. بات الجميع يعلم ان المسألة ليست مسألة أي نظام نريد للدولة، بل المسألة اليوم، أي لبنان نريد؟