بدا مشهد العراضات الميليشياوية بالسلاح من قِبل “الجماعة الإسلامية” البارحة في عكار، كأنه الرد الضمني والمباشر على الأصوات التي تعلوا بكثرة في الآونة الأخيرة والمطالبة بإعادة الاحتكام الى الشرعيتين اللبنانية والدولية في جنوب لبنان وإنقاذ لبنان من محرقة حربية من خلال تنفيذ كامل للقرار 1701.

لكي ندخل في صلب الموضوع، ما جرى في الأمس مستفذ من قبل “الجماعة الإسلامية”، فماذا لو شاهدنا هذه العرضات في دفن القيادي بحزب القوات اللبنانية باسكال سليمان الذي بحسب الرواية اليوم قد قتل على ايدي سوريين بحجة السرقة؟ لكانت تحركت الأجهزة برمتها متسابقة على إيقاف مطلقي النار، بينما في عكار أمس لم يحرك ساكن.

ما يجري في دولتنا يشرع مقولة “صيف وشتي تحت سقف واحد” لكن الأخطر في الموضوع ان الصيف لفئة ومناطق معينة يدعون انهم “أشرف الناس”، والشتاء في وعلى المناطق المسيحية. لذلك الوضع في المناطق التي يطبق فيها القانون بات على شفير الانفجار، فماذا لو عادت الأحزاب المسيحية الى التسلح؟ يكونون هم من يهدد السلم الأهلي عندها؟ يصبحون هواة الفتن؟

خلاصة القول تقع المسؤولية على عاتق طرفين، الدولة إن لن تسعى لفرض هيبتها والقانون على كافة أراضي الجمهورية اللبنانية، وعلى القيادات المسيحية إن لم تلتفت لحالة المسيحيين التي رسوا عليها في الدولة التي سعى لقيامها بطركهم الياس الحويك!