دخلت مدينة بعلبك شرق لبنان على خط المواجهات بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي التي توسّعت رقعتها الجغرافية لتصل الى العمق اللبناني، في خرق كبير لقواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006.

وفي حين يرفض غالبية اللبنانيين إدخال بلدهم في حرب لا يُمكن تحمّل نتائجها على الصعد كافة، لاسيما اقتصادياً في ظل الازمة المُستفحلة منذ خريف 2019، تُطرح تساؤلات كثيرة حول اسباب إدخال مدينة بعلبك تحديداً في دائرة المواجهات المستمرة بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في الجنوب منذ أكثر من 150 يوماً، وهي التي تبعد أكثر من 100 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية؟

وفي السياق، قال العميد الركن المتقاعد سعيد القزح لـ”العربية.نت” “صحيح أن بعلبك تُمثّل “مهد الانطلاقة لحزب الله في لبنان، لكن أهميتها الاستراتجية للحزب تكمن في انها صلة الوصل بين الداخل السوري وامتداده الى العمق الايراني وجبهة جنوب لبنان”.

كما أشار إلى “أن بعلبك تحتضن العديد من مخازن الأسلحة الصاروخية الثقيلة والبعيدة المدى والذخيرة ومصانع المسيّرات للحزب، بالاضافة إلى مراكز التدريب للعناصر المنتشرة في جرودها وجرود الهرمل وعيون السيمان، لذلك فإن التركيز الاسرائيلي اليوم على استهداف المراكز اللوجيستية التي تمدّ حزب الله بالذخيرة على أنواعها والمنتشرة بأكثريتها في محافظة بعلبك-الهرمل”.

إلى ذلك، أوضح “أن شاحنات الذخيرة والأسلحة لحزب الله تمرّ بشكل شبه يومي على الحدود الشرقية مع سوريا آتية من ايران عبر البرّ، وهي شاحنات مدنية تعبر الحدود بحريّة من دون أن يوقفها أحد”.

وخوفاً من الاستهداف، كشف القزح “أن حزب الله أخلى معظم مراكزه “المعروفة” أي التابعة مثل محطات الأمانة، وذلك منذ دخول بعلبك في دائرة الاستهدافات، ولجأ كبار قادته الميدانيين الى استئجار شقق ومنازل في مناطق غير محسوبة عليه لا طائفياً ولا سياسياً تجنّباً للإستهداف الاسرائيلي”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: العربية