بينما يواصل رئيس الجمهورية، جوزاف عون، جهوده لتسريع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق، استعجل حزب الله الأمور من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، مما أدى إلى وضع الأهالي في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية التي ارتكبت مجزرة بحق المواطنين يوم أمس.
ومن الجدير بالذكر أن الجيش اللبناني كان قد طلب من الأهالي التروي وعدم العودة إلى المنطقة، نظرًا لعدم استقرار الظروف الأمنية بعد.

ما حدث أمس يمكن اعتباره محاولة من حزب الله لعرقلة تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، إضافة إلى مصادرة دور الجيش اللبناني على الأرض. ويبدو أن الحزب يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تثبيت معادلة “الجيش، الشعب، والمقاومة” كجزء لا يتجزأ من المعادلة السياسية اللبنانية وإدراجها ضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

من جهة أخرى، تشير هذه التحركات إلى أن الحزب يحاول توجيه رسائل سياسية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل التوتر والانقسام المتزايد بين قواعد الطرفين الشعبية. الرسائل تعكس اتهامًا ضمنيًا لبري بأن اتفاق وقف إطلاق النار وإخلاء سلاح المقاومة من الجنوب، الذي كان من أبرز المفاوضين عليه، لم يؤدِّ إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، مما يوحي بمسؤوليته عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض المناطق.

ولتثبيت ما أوردناه سابقًا من أحداث كان مخططًا لها من قبل حزب الله، فمن غير المنطقي أن يكون هؤلاء الأشخاص مجرد مواطنين عائدين إلى منازلهم المدمرة وغير الصالحة للسكن، وهم بالطبع لن يعودوا للسكن في الهواء الطلق أو نصب الخيام، بل يبدو أنهم كانوا مدفوعين من قياداتهم بهدف إثارة الاستفزاز.