أقر نعيم قاسم اننا تحت العدوان الاسرائيلي بعيدا عمن بدأ الحرب، وكأن الرجل يحاول “التعمية” على ان حزب الله دخل الحرب التي لم يكن مستعداً لها، ولم تفُرض عليه بل اختارها طوعاً؟
في حديث قبل عامين لأحد قياديي حزب الله قال كونه مقرّب من الأمين العام بالحرف: “السيد نصرالله هاجسه في كل حركته السياسية، أن لا ندخل في حرب شاملة على نسق حرب تموز 2006″، وان نصرالله قال له في احدى حواراته معه حول المعارضة الشيعية: “تعلم يا شيخ أن مسيرتنا محفوفة بالأخطار، وربما يحتاج الشيعة اللبنانيون أن يرسموا خطاً سياسياً آخر، كي يحفظهم في حال ضُربت مسيرتنا وتوقفت”.
منذ اليوم الأول لحرب المساندة ظهر الفارق العسكري والأمني جليّاً لصالح العدو، فقد سقط بأسابيع قليلة مئات الشهداء من المقاتلين وتوسعت الحرب من الجنوب إلى البقاع، ثم الضاحية الجنوبية لبيروت، مخلفة خسائر فاقت التوقعات بالأرواح والممتلكات.
وفي معلومات خاصة اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، حضر القائد فؤاد شكر وعدد من القياديين وقابلوا نصرالله، وطلبوا منه السماح لهم بالردّ العسكري صاروخياً على حيفا وتل أبيب، غير أن نصرالله علم بالفجوة العسكرية والأمنية الهائلة بين حزبه وبين الإسرائيلي، التي جعلت من هوية مقاتليه مكشوفين بشكل غير مسبوق للطائرات المسيرة العدوّة، لهذا فإنه أجابهم: “ماذا تنتظر إذا بادرنا بقصف مدنهم الكبرى واعطيناهم الحجة؟ واضح أن نتنياهو ينتظر ذريعة تصدر منا حتى يشن حربه الشاملة ضدنا، بعد ان ظهر حجم الفارق بالاستعداد للحرب”.
كما استُدرج صدام حسين إلى محرقة حرب الخليج، تمّ استدراج إيران وحزب الله من قبل الدول الكبرى إلى محرقة حرب غزة، التي أزالت المقاطعة الفلسطينية المنكوبة عن الخريطة، ومن المتوقع ان تستمرّ الحرب طويلًا، وذلك بعد ان وعد نتنياهو جمهوره اليميني المتطرّف بتغيير خارطة المنطقة، وانه سوف يقضي على حزب الله وحماس، محاولاً قبض ثمن ما ينجزه بحملة مكافحة الإرهاب.
سياسة حافة الهاوية، التي اتقنتها إيران مقابل الولايات المتحدة، واحترفها حزب الله واخذت بها حماس في العقود الماضية، قد وضعت لبنان وغزة في اتون حرب ابادة، لا يعلم سوى الله نهايتها.