لم يترك الاطراف اللبنانيون فرصة لانتظار التطورات الاقليمية والدولية الا وانتهزوها للتعطيل او للمراوحة لغاية وحيدة في نفوسهم الا تتم التسوية على مصالحهم.
انتظر الممانعون انتهاء ولاية الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب وعندما شعروا بالخطر وافقوا في الانخراط في عملية ترسيم الحدود البحرية قبل ان ينسحبوا منها مجددا بعد خسارته في الانتخابات.
انتظروا اسابيع حتى استلم الرئيس الجديد السلطة، وبعدها انتظروا اشهر كي تتضح معالم سياسته الخارجية، وهم انفسهم اليوم ينتظرون مفاوضات فيينا، والمفاوضات الايرانية- السعودية. الكل متخوف ان تأتي رياح التسويات الاقليمية والدولية بعكس ما تشتهيه سفن المحاصصات والمقاعد الوزارية والسمسرات…الخ
نحن على بعد شهر من رفع الدعم، وعلى بعد 12 شهر من الانتخابات النيابية التي من المرجح ان يتم ارجاؤها في ظل بقاء سيف الثورة المستل فوق رؤوس المنظومة الحاكمة، المفاوضات الايرانية- الاميركية معلقة بحيث تفاوض واشنطن طهران من خلال وسطائها الاوروبيين، بينما المفاوضات الايرانية – السعودية من المرجح ان تكون طويلة وصعبة وشاقة قد نبدأ بالعراق ولا تنتهي باليمن مرورا بالبحرين وسوريا ولبنان.
بما ان لبنان هو مفتاح المواجهة او السلم وليس السلام مع اسرائيل، فموقعه يسمح له ان يكون ورقة تفاوض دسمة على المائدة الاميركية-الايرانية، والاميركية-الروسية خصوصا ان لبيروت دور مرتقب في اعادة اعمار سوريا، وهنا تتداخل حسابات الامراء والرؤساء العرب في تشنج الامور ومدى تأثيرها في عواصم القرار.
مع انطلاق تلك المفاوضات اي طبق من الاطباق الدسمة لن يحضر؟ دور حزب الله الاقليمي؟ اسلحته وصواريخه والامن الاسرائيلي؟ تمسكه بالورقة اللبنانية وأسر الشعب اللبناني برمته في سياسة محور الممانعة؟ مسألة تطوير النظام اللبناني وطرح اللامركزية والفيديرالية؟
اين اركان المنظومة من كل ما يجري حولنا؟ واين دور المعارضة؟ وكم بإمكان الشعب اللبناني الصمود في ظل الضائقة الاقتصادية؟ ربما مسألة الشعب والمعاناة لا تهم وسط المصالح الاقليمية والدولية، الشعب فقط يدفع ثمن سياسات قادته الخاطئة ويستعمل وقود في الصراعات.