توقف كثيرون امام المؤتمر الصحافي لجبران باسيل، وبعد الانتهاء بدأت عملية بيانات متبادلة كالعادة بينه وبين القوات لا قيمة لها سوى للاستغلال الشعبي والحفاظ على الجماهير الحزبية، لكن اخطر ما في كلام باسيل المنطق الشمولي الذي يختزل بموجبه التمثيل المسيحي، تماما كما يختزل حليفه التمثيل الشيعي والمقاومة وغيرها.
باسيل صاحب اكبر كتلة مسيحية اليوم واصغر كتلة مسيحية إن وجدت بعد الانتخابات، يبيع ويشتري في السياسة ويرفع مستوى نصرالله من قائد ميليشيا متهمة بإغتيال ابرز قادة لبنان داخليا ورئيس عصابة تنظم خلايا ارهابية في الخليج في محاولة لقلب انظمة تلك الدول، الى حَكَم في الداخل اللبناني يفصل بين أركان المنظومة ويرسم حدود النقاشات والصراعات بين اركانها.
باسيل الذي على ما يبدو لم يعد يكفيه اتفاق مار مخايل، الذي باع بموجبه القرار الدولي 1559 وأجّر السيادة الى تلك العصابة المسلحة، يريد أن يُنصّب أمين عام الإرهاب مرشدًا أعلى للثورة الإسلامية في لبنان. باسيل كلاعب الميسر الذي خسر كل أمواله ويلعب آخر فرصة له قبل رفعه عن الطاولة ورميه خارج الملهى، يرفع شعارات تغيير النظام ويتوعد ويهدد ويختصر بشخصه تمثيل كل المسيحيين ويخوض من خلالهم معركة الوجود.
جبران، الشارع المسيحي لفظك، الشارع المسيحي يكرهك، لا تملك اي حليف في الشارع المسيحي، قل لنا في اي دائرة تستطيع ان تؤمن حاصلا انتخابيا؟ انتهيت، وتيارك الشعبي الجارف التسونامي اضحى شريانا يمر من خلاله بعض المنتفعين وهم يترقبون الفرصة للخروج عند اول مفترق، تيار ميشال عون السيادي الذي يهزهز المسامير بناه خلال عقدين من الزمن ونيّف، أنهيته في سنوات وانتهيت بدورك.
توقف عن المتجارة بحقوق المسيحيين وتوقف عن خلق معارك وهمية مع معراب، ولا تعتقد أنّ شد عصب القواتيين سيشد عصب جماعتك. الجو داخل المجتمع المسيحي مختلف كليا، ومن فعلا يملك الدفة في المجتمع المسيحي هي تلك الحناجر التي صاحت هيلا هو والتي تطالب جعجع باستقالة نوابه من مجلس النواب، والباقي لزوم ما لا يلزم.