عندما اكدت كل وسائل الاعلام ان تنظيم داعش هو صنيعة مشتركة بين المخابرات السورية والحرس الثوري الايراني، اعترض الجميع مؤكدا ان المخابرات الاميركية تقف خلفها.
من الطبيعي الا تقدم المخابرات الاميركية على انشاء تنظيم ارهابي على ابواب القارة الاوروبية، ومن الطبيعي والبديهي ان ترصد المخابرات الاوروبية تطور التنظيم الارهابي وتنتقد واشنطن فيما لو كانت فعلا خلفه. ومن الطبيعي ايضا وايضا الا تستبدل واشنطن حكما ديكتاتوريا ارهابيا بآخر، لكن المفارقة ان قائد الحرس الثوري الايراني اكد المؤكد واعترف ان داعش من ابتكاراتهم الفكرية.
بعد اجتياح اميركا للعراق كان دور سوريا واضحًا. حرس الحدود يضبط تسلل الارهابيين من الخليج عبر الاردن الى العراق. امتلأت السجون السورية بإرهابيين، وفي احيان كثيرة ارسلت سوريا بعض من نجحت في تجنيدهم الى لبنان تماما كما حصل مع شاكر العبسي قائد فتح الاسلام ونجم الهروب من مخيم نهر البارد. بعد انطلاق الثورة السورية وانفراط عقد الجيش السوري بعد انشقاق العديد من ضباطه وجنوده وانشاء ما عرف بالجيش السوري الحر، وعندما عجز جيش بشار الاسد عن حماية الشام ومنطقة العلويين على الساحل ابتكر الفكرة الجهنمية بإخراج السجناء وتزويدهم بالعديد والعتاد والاموال لمحاربة الجيش السوري الحر.
نجحت داعش اولا بالحد من تقدم الجيش السوري الحر، وفي مرحلة ثانية بادرت داعش الى احتلال المناطق التي سبق للجيش السوري الحر ان حررها تحت غطاء مدفعي من جيش بشار الاسد، واستمرت المعارك على هذا المنوال حتى ضعف الجيش السوري الحر وانفرط عقده، فبدأت المواجهات بين داعش المدعوم دائما من الميليشيات العراقية والافغانية وحزب الله وجيش بشار الاسد وجبهة النصرة، وعمل ماهر الاسد دائما على استمرار التوازن بين النصرة وداعش في معركة فناء لبعضهما البعض، وحين ضعف الطرفان هجم حزب الله على الدواعش في يبرود وغيرها، فسيطر بشار على مناطقهم ودفعهم شمالا الى الحدود العراقية السورية.
التقية التي تظهرها ايران من خلال اذرعها الميليشياوية لم تعد تنطلي على احد، وكما وعد نصرالله يوما بأنه لن يقدم على اي تحرش على الحدود ولم يصدق بوعده فكانت حرب تموز، وكما تعهد بأنه لن يستعمل سلاحه في الداخل فكانت 7 ايار، وغيرها من الامثلة التي لا تعد ولا تحصى يستمر الدجل والكذب، لهذا معظم الشعب اللبناني يناصبه العداء ويردد “ما ترونه مقاومة نراه ارهابا، وما ترونه حلالا نراه حراما”.