من الطبيعي ان اكثر طرف متضرر من ثورة 17 تشرين هي القوات اللبنانية، تحالفاتها واللعبة التي اعتادت ان تقوم بها مع المستقبل والاشتراكي مستمرة مع وقف التنفيذ، مجموعات الثورة لفظتها وتعتبر القوات جزء لا يتجزأ من المنظومة، اضافة الى ان كل جهود جعجع لتأليف جبهة بين القوات والثورة وصلت الى حائط مسدود، فتحول الى محاولة اعادة احياء ثورة الارز لكن الحريري وجنبلاط رفضا بدورهما.
القوات اليوم بلا حليف، تواجه التيار الوطني الحر مع ما تبقى من انصاره، لكن الخطر الحقيقي على القوات اليوم الثورة بكل مجموعاتها، كان رهان جعجع حتى الامس انقسام الثورة على نفسها وضياع اصواتها في صناديق الاقتراع وتشتتها على عدة لوائح، لم تعر القوات الثورة اي اهتمام لانها على قناعة انها لن تتوحد.
في انتخابات نقابة المهندسين في الشمال خاضت القوات الانتخابات الى جانب البعث والقومي والمردة والمستقبل ومع صدور النتائج احتفلت القوات بالفوز لكن ماكيناتها الاعلامية فشلت في ستر تحالفاتها الغير سيادية.
لم تتوقع القوات ان تنجح الثورة في تأليف لائحة حديدية “النقابة تنتفض” في وجه كل المنظومة فسعت القوات الى تسريع المفاوضات في تشكيل لائحة مع التيار والمستقبل وحزب الله وحركة امل والقومي والبعثي والاشتراكي لمواجهة التحالف غير ان تشدد القوات في الحصول على حجم كبير للتغطية على تحالفها جمد المفاوضات، فسارعت في محاولة شبه مستحيلة الى اعادة ركوب لائحة “النقابة تنتفض” لكن شرط الثورة لانضمام القوات كان يتيما الاستقالة من مجلس النواب لكن سميرجعجع رفض فتوقفت المفاوضات.
عمليا القوات تريد خوض الانتخابات لكنها اعجز عن خوضها منفردة، للثورة شروطها لانضمام القوات الى لوائحها، وللمنظومة ايضا شروطها، القوات في وضع حرج تبحث عن مخرج غير متوفر، ولسوء الحظ سلطة نبيه بري في نقابة المهندسين اعجز من تدوير الزوايا لاخراج القوات من مأزقها، والاجتماعات الثلاثة بين جورج عدوان ونبيه بري لم تنجح في فك صاعق الانفجار.
خيارات القوات وضعتها في موقف عقيم لا هي قادرة على التحرك ولا حلفاء لديها ومحاولات تلميع صورتها اضحت في مهمة شبه مستحيلة، عقم معراب وللمرة الاولى سقط عنه الرداء وظهر عريه.